قال الإمام يزيد بن هارون الواسطي: أدركت الناس فما رأيت أحداً أعقل ولا أفضل ولا أورع من أبي حنيفة.
حكم الخبر: صحيح وروى أبو بكر بن أبي شيبة عن يزيد بن هارون عن أبي حنيفة عن حماد حرفاً
أخرجه الصيمري في أخبار أبي حنيفة وأصحابه ط عالم الكتب (ص41-42) من طريق أحمد بن محمد الصيرفي والخطيب في تاريخ بغداد ت بشار (ج15/ص498) من طريق الخلال (كلاهما الصيرفي والخلال) عن علي بن عمرو الحريري قال ثنا علي بن محمد القاضي [وعند الخطيب: النخعي] قال ثنا محمد بن علي بن عفان قال ثنا محمد بن عبد الملك الدقيقي قال سمعت يزيد بن هارون يقول: أدركت الناس فما رأيت أحداً أعقل ولا أفضل ولا أورع من أبي حنيفة.
إسناده حسن صحيح
قلتُ أسردت متابعة الخلال له أيضاً لأن بعضهم يقول كل ما رواه الصيمري فهو كذب وليس كما قالوا وعلى كل حال متابع
- أحمد بن محمد الصيرفي هو أبو عبد الله أحمد بن محمد بن علي ابن الآبنوسي قال الخطيب سمعت أبا بكر البرقاني ذكر ابن الآبنوسي فلم يحمد أمره، وقال: سألني عن كتاب الجامع الصحيح لأبي عيسى الترمذي، فقلت: هو سماعي لكن ليس لي به نسخة، قال أبو بكر: فوجدت في كتب ابن الآبنوسي بعد موته نسخة بكتاب أبي عيسى قد ترجمها وكتب عليها اسمي واسمه، وسمع لنفسه في النسخة مني، فذكرت أنا هذه الحكاية لحمزة بن محمد بن طاهر الدقاق، فقال: لم يكن ابن الآبنوسي ممن يتعمد الكذب لكنه كان قد حبب إليه جمع الكتب فكان إذا حصل له كتاب ترجمة وكتب عليه اسم راويه واسمه قبل أن يسمعه ثم يسمعه بعد ذلك
- الخلال هو أبو محمد الحسن بن محمد الخلال وهو الحسن بن أبي طالب قال الخطيب كتبنا عنه وكان ثقة له معرفة وتنبّه وَخرّج المسند على الصحيحين (تاريخ بغداد ت بشار ج8/ص453)
- علي بن عمرو الحريري هو أبو الحسن علي بن عمر بن سهل وثقه الخلال وابن أبي الفوارس (تاريخ بغداد للخطيب ت بشار ج13/ص470)
- علي بن محمد القاضي النخعي هو أبو القاسم علي بن محمد بن الحسن بن محمد بن عمر بن سعد بن مالك بن لحي بن عمرو المعروف بابن كاس قال الخطيب وكان ثقة فاضلاً عارفاً بالفقه على مذهب أبي حنيفة يقرئ القرآن. ووثقه ابن سفيان الحافظ (تاريخ بغداد للخطيب ت بشار ج13/ص540)
- محمد بن علي بن عفان هو الصغير أخو الحسن قال الدارقطني ثقة (سؤالات الحاكم للدارقطني ط المعارف ص108)
- محمد بن عبد الملك الدقيقي هو أبو جعفر الواسطي قال أبو حاتم الرازي صدوق وقال الدارقطني ومسلمة بن قاسم الأندلسي ثقة (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ط المعارف العثمانية ج8/ص5 وسؤالات البرقاني للدارقطني ت القشقري ص61 وإكمال تهذيب الكمال لمغلطاي ط الفاروق ج10/ص259)
أبو محمد عبد الله بن محمد بن يعقوب الحارثي البخاري في كشف الآثار الشريفة في مناقب الإمام أبي حنيفة (ج1/ص606 الأثر برقم 1983) حدثنا داود بن أبي العوام، قال: حدثنا إبراهيم بن أحمد أبو إسحاق الخزاعي، قال: سمعت يزيد بن هارون، يقول: أدركت الناس، فما رأيت أحداً أعقل ولا أورع من أبي حنيفة، مررت به يوما وهو جالس في الشمس بالهاجرة، فقلت له ما يمنعك عن الظل؟ فقال لي: على رب هذه الدار مال، فأكره أن انتفع بظله.
إسناده ساقط مظلم
- أبو محمد عبد الله بن محمد بن يعقوب الحارثي البخاري المعروف بالأستاذ المصنف نفسه قال ابن الجوزي قال أبو سعيد الرواس كان يتهم بوضع الحديث. وقال أحمد السليماني كان يضع هذا الإسناد على هذا المتن وهذا المتن على هذا الإسناد وهذا ضرب من الوضع. وقال الخطيب صاحب عجائب ومناكير وغرائب وليس بموضع الحجة وقال أبو عبد الله الحاكم صاحب عجائب وأفراد عن الثقات، سكتوا عنه. وقال الخليلي وهو لين ضعفوه يأتي بأحاديث يخالف فيها حدثنا عنه الملاحمي والبصير بعجائب. وقال أبو زرعة أحمد بن الحسين الرازي ضعيف (الضعفاء والمتروكون لابن الجوزي ط العلمية ج2/ص141 ولسان الميزان لابن حجر ت أبي غدة ج4/ص579 والأنساب للسمعاني ط الهندية ج7/ص59 والإرشاد للخليلي ط الرشد ج3/ص971 وسؤالات حمزة للدارقطني ط المعارف ص228)
- داود بن أبي العوام مجهول تفرد بالرواية عن الحارثي
- إبراهيم بن أحمد أبو إسحاق الخزاعي مجهول تفرد عنه داود وداود تفرد عنه الحارثي
وقد توبع داود بن أبي العوام
أبو الحسن علي بن محمد بن نصر الدينوري اللَّبّان في مناقب أبي حنيفة (ص62) حدثنا أبو محمد، ثنا أبو يوسف إجازة، ثنا محمد بن أحمد بن إسحاق، ثنا محمد بن ياسين، ثنا محمد بن سهل، ثنا إبراهيم بن أحمد الخزاعي، قال: سمعت يزيد بن هارون الواسطي، يقول: أدركت الناس، فما رأيت رجلا أفضل ولا أورع من أبي حنيفة. مررت به يوما وهو جالس في الشمس بالهاجرة، فقلت: ما يمنعك عن الظل؟ فقال لي: على رب هذه الدار مال، وأكره أن أجلس في فنائه.
- أبو محمد هو عبيد الله بن أبي بكر الفقيه وفي (ص58) حدثنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن موسى بن أبي بكر الحنفي!
- أبو يوسف هو حكيم بن أحمد مجهول البتة
- محمد بن أحمد بن إسحاق هو أبو بكر محمد بن أحمد بن إسحاق بن عبد الله النيسابوري جاء اسمه كاملاً في أوّل المناقب مجهول البتة
- محمد بن ياسين هو أبو بكر محمد بن ياسين بن النضر النيسابوري قال الخطيب كان فقيهاً زاهداً (انظر ص22 من المناقب للدينوري والمتفق والمفترق للخطيب ت الحامدي ج3/ص1892)
- محمد بن سهل هو أبو بكر محمد بن سهل بن أبي المنصور المروزي العطار في دائرة من يسرق الحديث والمتهمين بالكذب عندي وشيوخه عامتهم مجهولون ثم تفطنت له بعد البحث والتفتيش وهو أبو بكر محمد بن علي بن سهل المروزي قال أبو بكر الإسماعيلي أبو بكر محمد بن علي بن سهل المروزي المفسر بجرجان لم يكن بذاك وقال ابن عدي وحدثنا بأحاديث لم يوافق عليها منها (معجم أسامي شيوخ أبي بكر الإسماعيلي ط العلوم والحكم ج1/ص493 والكامل لابن عدي ط العلمية ج7/ص558) وفي المناقب لأبي الحسن الدينوري (ص92) أبو بكر محمد بن سهل العطار، وهو أيضاً محمد بن سهل بن أبي منصور المرزوي والدليل في المناقب للدينوري (ص40-41) من طريق محمد بن ياسين ثنا محمد بن سهل حدثني النضر قال: سمعت إسماعيل بن سالم البغدادي يقول: ضرب أبو حنيفة على القضاء فلم يقبل القضاء وهذا الأثر أخرجه الصيمري في أخبار أبي حنيفة (ص67) والخطيب في تاريخ بغداد ت بشار (ج15/ص444) من طريق إبراهيم بن محمد [وعند الخطيب: إبراهيم بن مخلد وهو الصواب] البلخي قال ثنا محمد بن سهل ابن أبي منصور المرزوي قال حدثني ابن النضر [وعند الخطيب: محمد بن النضر قلت وفي المناقب النضر بن محمد] قال سمعت إسماعيل بن سالم [زاد الخطيب: البغدادي] يقول ضرب أبو حنيفة على الدخول في القضاء فلم يقبل القضاء. انتهى. وأخرجه ابن عبد البر في الانتقاء ط القدسي (ص122) نا حكم بن المنذر بن سعيد رحمه الله قال نا يوسف بن أحمد بن يوسف قال نا محمد بن علي بن سهل المروزي قال نا النضر بن محمد بن يسار الشيباني. وفي المناقب للدينوري (ص81) من طريق أبي بكر محمد بن ياسين، ثنا محمد بن سهل، ثنا علي بن أبي علي، قال: كنت عند الحسن بن علي قاضي مرو، فذكر من فطنة أبي حنيفة رحمه الله وهذا الأثر أخرجه الصيمري في أخبار أبي حنيفة (ص39) من طريق علي بن محمد النخعي قال ثنا إبراهيم بن مخلد قال ثنا محمد بن سهل قال حدثني علي بن أبي علي قال كنت عند الحسن بن علي قاضي مرو فذكر أبا حنيفة وفطنته
هذا والله أعلم