مدى صحة أن أسماء سئلت إن ناسا إذا قرئ على أحدهم القرآن خر مغشيا عليه قالت أعوذ بالله من الشيطان

مدى صحة سئلت أسماء كيف كان يصنع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأوا القرآن؟ قالت: كانوا كما نعتهم الله عز وجل: تدمع أعينهم، وتقشعر جلودهم

قال عبد الله بن عروة بن الزبير: قلت لجدتي أسماء بن أبي بكر الصديق: كيف كان يصنع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأوا القرآن؟ قالت: كانوا كما نعتهم الله عز وجل: تدمع أعينهم، وتقشعر جلودهم، قلت: فإن ناساً ههنا إذا سمعوا القرآن خر مغشياً عليه، فقالت: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.

حكم الأثر: صحيح إن شاء الله

1) هشيم بن بشير الواسطي عن حصين السلمي

أخرجه سعيد بن منصور في السنن ت الحميد (ج7/ص203) وط الألوكة (ج7/ص203) ومن طريقه البيهقي في شعب الإيمان ط الرشد (ج3/ص416-417) وابن عساكر في تاريخ دمشق ط الفكر (ج69/ص19) نا هشيم، قال: نا حصين، عن عبد الله بن عروة بن الزبير قال: قلت لجدتي أسماء: كيف كان يصنع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأوا القرآن؟ قالت: كانوا كما نعتهم الله عز وجل: تدمع أعينهم، وتقشعر جلودهم، قلت: فإن ناساً هاهنا إذا سمعوا ذلك تأخذهم عليه غشية [وفي ط الألوكة: فإن ناسا ههنا إذا سمعوا القرآن خر مغشيا عليه]، فقالت: أعوذ بالله من الشيطان [وفي ط الألوكة زيادة: الرجيم!]. أبو زرعة الدمشقي في التاريخ ت القوجاني (ص496) حدثنا سعيد بن منصور قال: حدثنا هشيم قال: أخبرنا حصين عن عبد الله بن عروة قال: سألت أسماء ابنة أبي بكر: كيف كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سمعوا القرآن؟ قالت: كما وصفهم الله تبارك وتعالى. مختصراً

قال أبو زرعة الدمشقي في التاريخ ت القوجاني (ص497) وقد ناظرت أحمد بن صالح -هو أبو جعفر المصري- في مَقْدِمِهِ -يعني قدومه- دمشق في سنة ست عشرة في سماع عبد الله بن عروة من أسماء ابنة أبي بكر، فقلت له وأخبرته بما أخبرني سعيد بن منصور عن هشيم عن حصين عن عبد الله بن عروة عن جدته أسماء، أنه سألها. فقلت له: ألقيها؟ قال: نعم.

وقد توبع سعيد بن منصور

1- تابعه الحسين بن الحسن بن حرب المروزي وخلف بن سالم المخرمي

أخرجه الحسين بن الحسن المروزي في زياداته على الزهد لابن المبارك ت الأعظمي (الأثر برقم 1016) والثعلبي في التفسير ط دار التفسير (ج23/ص42) من طريق خلف بن سالم المخرمي كلاهما عن هشيم، عن حصين، عن عبد الله بن عروة بن الزبير، عن جدته [ولفظ الثعلبي: قال: قلت لجدتي] أسماء بنت أبي بكر قال: قلت لها: كيف كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعلون إذا قرئ عليهم القرآن؟ قالت: كانوا كما نعتهم الله، تدمع أعينهم، وتقشعر جلودهم، قال [زاد الثعلبي: فقلت لها]: فإن ناساً [زاد الثعلبي: اليوم] إذا قرئ عليهم القرآن خر أحدهم مغشيا عليه، قالت: أعوذ بالله من الشيطان.

2- وتابعه سنيد بن داود وسنيد لقب اسمه حسين

أخرجه أبو محمد الحسن بن إسماعيل بن محمد الضراب في ذم الرياء في الأعمال ط دار البخاري (ص215-216) ثنا عبد الملك بن بحر المكي قال: ثنا محمد بن إسماعيل الصايغ قال: ثنا شعبة قال: هشيم قال: أنبا حصن، عن عبد الله بن عروة بن الزبير قال: قلت لجدتي أسماء: إن ناسا إذا قرئ على أحدهم القرآن خر مغشيا عليه. قالت: أعوذ بالله من الشيطان، إنما كانوا -قلتُ يعني صحابة رسول الله- كما ذكر الله عز وجل تقشعر جلودهم وتلين قلوبهم.

هكذا وهو غلط الصائغ يروي عن شعبة بواسطة ولا أدري ما هي نسخ المخطوطة و"شعبة" تصحيف صوابه "سنيد" و"حصن" تصحيف صوابه "حصين"

قال عبد الرحمن بن مهدي أعلم الناس بحديث حصين قديمها وحديثها هشيم. وقال أحمد بن حنبل ليس أحد أصح سماعاً وفي لفظ أصح حديثاً عن حصين بن عبد الرحمن من هشيم وهو أصح من سفيان ومرة قال هشيم ‌أعلم ‌بحديث ‌حصين. وقال هشيم نفسه كتبت عن حصين يعني بواسط حتى كنت لألقاه في الطريق فآخذ في طريق آخر (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ط المعارف العثمانية ج9/ص115 وسؤالات أبي داود السجستاني لأحمد ط العلوم والحكم ص323 والعلل ومعرفة الرجال لأحمد رواية ابنه عبد الله ط الخاني ج1/ص370 وتاريخ واسط لبحشل ط عالم الكتب ص97) 

2) عبثر بن القاسم عن حصين

أخرجه أبو محمد الحسن بن إسماعيل بن محمد الضراب في ذم الرياء في الأعمال ط دار البخاري (ص214-215) أنبا الحسن بن رشيق قال: ثنا أبو العلاء الكوفي قال: ثنا عثمان بن أبي شيبة قال: ثنا عبثر، عن حصن (1)، عن مولى للزبير، عن عبد الله بن عروة بن الزبير قال: قلت لأسماء -أي أمه- (2) كيف كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرئ عليهم القرآن؟ قالت: كانوا يفعلون كما قال الله عز وجل، تقشعر جلودهم وتدمع أعينهم. قال: قلت: فإن أقواما إذا سمعوا القرآن لم تدمع أعينهم له؟ فقالت: أعوذ بالله من الشيطان.

كذا زاد في الإسناد "مولى للزبير" فلا أدري أهو من نسخة المخطوطة أم هكذا هو وحصين كان قد كبر فساء حفظه قليلاً وهشيم من الرواة القدماء عنه وثبت فيه

- (1) تصحيف صوابه "حصين"
- (2) لا أدري الكلام لمن وليست أمه بل جدته
- الحسن بن رشيق هو أبو محمد العسكري المصري صدوق
- أبو العلاء الكوفي محمد بن أحمد بن جعفر الوكيعي ثقة
- عبثر هو عبثر بن القاسم الزبيدي الكوفي ثقة


3) خالد بن عبد الله الطحان عن حصين

أخرجه ابن الجوزي في القصاص والمذكرين ط المكتب الإسلامي (ص299-300) وفي تلبيس إبليس ط الفكر (ص225) أخبرنا عبد الله بن علي المقرىء قال: أخبرنا أبو ياسر أحمد بن بندار [زاد في التلبيس: بن إبراهيم] قال: أخبرنا محمد بن عمر بن بكير النجار قال: أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال: أخبرنا إبراهيم بن عبد الله البصري قال: حدثنا أبو عمر حفص بن عمر [وفي التلبيس: ابن عبد الله] الضرير قال: أخبرنا ‌خالد بن عبد الله الواسطي قال: حدثنا ‌حصين بن عبد الرحمن قال: قلت لأسماء بنت أبي بكر: كيف كان أصحاب رسول الله عند قراءة القرآن؟ قالت: كانوا كما وصفهم الله عز وجل تدمع عيونهم وتقشعر جلودهم. فقلت لها: إن هاهنا رجالا إذا قرىء عليهم القرآن غشي عليهم. فقالت أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.

كذا ليس فيه "عبد الله بن عروة بن الزبير" فما أدري وقع من أحد الرواة أم أن خالد الطحان الواسطي هكذا رواه

- عبد الله بن علي المقرئ هو أبو محمد عبد الله بن علي بن أحمد بن عبد الله سبط أبي منصور الخياط الزاهد ثقة
- أبو ياسر أحمد بن بندار بن إبراهيم هو البقّال الدينوري قال ابن الجوزي وكان ثقة (المنتظم في تاريخ الملوك والأمم ط العلمية ج17/ص86)
- أحمد بن جعفر بن حمدان هو أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي راوي مسند أحمد بن حنبل من طريق ابنه عبد الله
- إبراهيم بن عبد الله البصري هو أبو مسلم الكجي
- أبو عمر حفص بن عمر الضرير وابن عبد الله تصحيف وليس بصاحب الكسائي قال أبو حاتم الرازي كتبت عنه وهو صدوق صالح الحديث عامة حديثه يحفظها (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ط المعارف العثمانية ج3/ص183)


وله شاهد عكرمة عن أسماء

عبد الله بن أحمد بن حنبل في الزهد لأبيه ط العلمية (ص144) حدثنا الوليد بن شجاع السكوني، حدثنا كعب أبو إسحاق الحلبي، حدثنا فرات، عن عبد الكريم، عن عكرمة قال: سئلت أسماء بنت أبي بكر هل كان أحد من السلف يغشى عليه من الخوف؟ قالت: لا لكن كانوا يبكون.

لا أعرف سماعاً لعكرمة من أسماء وكعب أبو إسحاق الحلبي هكذا "أبو إسحاق" قال أبو الشيخ الأصبهاني حدثنا محمد بن هارون بن المجدر، نا أبو همام بن شجاع، نا كعب بن إسحاق الحلبي، نا خليد (أخلاق النبي لأبي الشيخ ت الونيان ج1/ص356)

ابن سعد في الطبقات الكبرى ط العلمية (ج8/ص199) أخبرنا كثير بن هشام، حدثنا الفرات بن سلمان، عن عبد الكريم، عن عكرمة قال: سئلت أسماء بنت أبي بكر هل كان أحد من السلف يغشى عليه من الخوف؟ قالت: لا ولكنهم كانوا يبكون.

إسناده صحيح إلى عكرمة

- كثير بن هشام هو أبو سهل الكلابي ثقة من رجال مسلم
- الفرات بن سليمان هو الرقي الجزري قال عنه يحيى بن معين ثقة وقال أحمد بن حنبل ثقة صدوق وقال أبو حاتم لا بأس محله الصدق صالح الحديث (تاريخ ابن معين رواية الدوري ط البحث العلمي ج4/ص421 والعلل ومعرفة الرجل لأحمد رواية المروذي وغيره ت وصي الله عباس ص200 والجرح والتعديل لابن أبي حاتم ط المعارف العثمانية ج7/ص80)
- عبد الكريم هو أبو سعيد الجزري من رجال البخاري ومسلم

أبو عبد القاسم بن سلام الهروي في فضائل القرآن ط ابن كثير (ص214) حدثنا كثير بن هشام، عن جعفر بن برقان، عن عبد الكريم الجزري، عن عكرمة، قال: سئلت أسماء هل كان أحد من السلف يغشى عليه من الخوف؟ فقالت: لا، ولكنهم كانوا يبكون.

- جعفر بن برقان هو أبو عبد الله الرقي


الطبراني في المعجم الكبير ت حمدي (ج13/ص102) ومن طريقه أبو نعيم في حلية الأولياء ط السعادة (ج3/ص167) ومرتضى الزبيدي في الأمالي (ص72) حدثنا محمد بن العباس الأخرم الأصبهاني، قال: حدثنا الزبير بن بكار، قال: حدثني عبد الله بن مصعب بن ثابت، قال: حدثنا أبي مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير، عن عامر بن عبد الله بن الزبير، قال: جئت [زاد أبو نعيم ومرتضى: أبي]، فقال: أين كنت؟ فقلت: وجدت أقواماً ما رأيت خيراً منهم، يذكرون الله فيرعد أحدهم حتى يغشى عليه من خشية الله، فقعدت معهم، قال: لا تقعد معهم بعدها، فرآني كأنه لم يأخذ ذلك في، فقال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلو القرآن، ورأيت أبا بكر، وعمر يتلوان القرآن فلا يصيبهم هذا، أفتراهم أخشع لله من أبي بكر وعمر؟ فرأيت أن ذلك كذلك فتركتهم.  وقال السيوطي أخرجه الزبير بن بكار في الموفقيات وفيه "أمي" بدل "أبي".

قال مرتضى الزبيدي: هذا إسناد صحيح. قلتُ لا يصح

- عبد الله بن مصعب بن ثابت قال يحيى بن معين كان ضعيف الحديث لم يكن عنده كتاب إنما كان يحفظ (تاريخ بغداد للخطيب ت بشار ج11/ص415)
- مصعب بن ثابت قال أحمد بن حنبل ويحيى بن معين ضعيف وقال أبو حاتم الرازي صدوق كثير الغلط ليس بالقوي وقال أبو زرعة الرازي والنسائي ليس بالقوي (العلل ومعرفة الرجال لأحمد رواية ابنه عبد الله ط الخاني ج2/ص488 وتاريخ ابن معين رواية الدارمي ت سيف ص208 والجرح والتعديل لابن أبي حاتم ط المعارف العثمانية ج8/ص304 والسنن الكبرى للنسائي ط الرسالة ج7/ص41) 

ابن الجوزي في تلبيس إبليس ط الفكر (ص226) وط ابن خلدون (ص256) أخبرنا محمد بن ناصر نا عبد الرحمن بن أبي الحسين بن يوسف نا عمر بن علي بن الفتح نا أحمد بن محمد الكاتب ثنا عبد الله بن المغيرة ثنا أحمد بن سعيد الدمشقي قال بلغ عبد الله بن الزبير أن ابنه عامرا صحب قوما يتصعقون عند قراءة القرآن فقال له يا عامر لأعرفن ما صحبت الذين يصعقون عند القرآن لأوسعك جلدا.

قلت أحمد بن سعيد الدمشقي يروي عن الزبير بن بكار فأظنه أخذه منه فالأثر يعود إلى نفس الإسناد السابق أخرج ابن الجوزي من طريق علي بن الحسن بن الفضل، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن محمد -تصحيف صوابه عبد الله- بن خالد الكاتب، قال: أخبرنا ‌علي ‌بن ‌عبد ‌الله ‌بن ‌المغيرة الجوهري، قال: حدثنا أحمد بن سعيد الدمشقي، قال: حدثني ‌الزبير بن بكار، قال: حدثني عمي مصعب بن عبد الله (المنتظم لابن الجوزي ط العلمية ج2/ص72)

- عبد الرحمن بن أبي الحسين بن يوسف ما أدري لم أعرفه ولعله تصحيف
- عمر بن علي بن الفتح قلت "عمر" تصحيف صوابه "محمد" وهو أبو طالب العشاري الحربي قال الخطيب كتبت عنه وكان ثقة ديناً صالحاً (تاريخ بغداد ت بشار ج4/ص179)
- أحمد بن محمد الكاتب هو أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عبد الله بن خالد الكاتب
- عبد الله بن المغيرة قلت سقط "علي بن" من أوله وهو علي بن عبد الله بن المغيرة منسوباً إلى جده وهو أبو محمد علي بن عبد الله بن العباس بن العباس بن عبد الله بن المغيرة الجوهري

هذا والله أعلم

إرسال تعليق