قال الجبلان يحيى بن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي: الجهمية تدور أن ليس في السماء شيء.
وقال عبد الرحمن بن مهدي إنما أراد الجهمية أن ينفوا أن يكون الرحمن على العرش استوى
قولهما "تدور" يعني يتأؤلون النصوص وقولهما "ليس في السماء شيء" يعني الله ليس في السماء على عرشه وقد صح عن قتيبة بن سعيد الثقفي ويعرف الله في السماء السابعة على عرشه كما قال: {الرحمن على العرش استوى} (انظر تخريجه في هذه المقالة)
حكم الخبر: صحيح وصح مثله عن حماد بن زيد (انظر تخريجه هنا) وعباد بن العوام الواسطي وأبي بكر بن عياش (انظر تخريجهما هنا) وقال أبو الحسن عبد الملك بن عبد الحميد الميموني: سألته -يعني أحمد بن حنبل- فيما بيني وبينه واستفهمته وأستثبته فقلتُ: يا أبا عبد الله قد بلينا بهؤلاء الجهمية ما تقول فيمن قال إن الله ليس على العرش قال: كلامهم كلهم يدور على الكفر (العلل ومعرفة الرجال لأحمد رواية المروذي وغيره ت صبحي السامرائي ص157-158)
أخرجه أبو بكر الخلال في السنة ط الراية ت عطية الزهراني (ج6/ص93) ومن طريقه ابن بطة في الإبانة الكبرى ط الراية (ج6/ص56) من طريق أبي بكر المروذي سمعت محمد بن يحيى بن سعيد القطان، يقول: كان أبي وعبد الرحمن بن مهدي يقولان: الجهمية تدور أن ليس في السماء شيء.
- محمد بن يحيى بن سعيد القطان يكنى أبا صالح قال يحيى بن معين ثقة رجل صدق ولا بأس به صاحب غزو وروى له مسلم في مقدمة صحيحه وحدث عنه أحمد بن حنبل وأبو زرعة الرازي وهو لا يحدث إلا عن ثقة (سؤالات ابن الجنيد ليحيى بن معين ت سيف ص442 وصحيح مسلم ط التركية ج1/ص13 والجرح والتعديل لابن أبي حاتم ط المعارف العثمانية ج8/ص123)
عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي في الرد على الجهمية كما عند ابن تيمية في الفتوى الحموية الكبرى ط الصميعي (ص338) عن عبد الرحمن بن مهدي قال: أصحاب جهم يريدون أن يقولوا: إن الله لم يكلم موسى، ويريدون أن يقولوا: ليس في السماء شيء، وإن الله ليس على العرش، أرى أن يستتابوا، فإن تابوا وإلا قتلوا.
منقطع بين ابن أبي حاتم وابن المهدي والأمر من ابن تيمية علقه لكنه صحيح أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات ط السوادي (ج1/ص608) أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو سعيد بن أبي عمرو، قالا: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب -هو الأصم-، ثنا محمد بن علي الوراق، ثنا عمرو بن العباس، قال: وسمعت عبد الرحمن بن مهدي، وقيل له: إن الجهمية يقولون: إن القرآن مخلوق، فقال: إن الجهمية لم يريدوا ذا، وإنما أرادوا أن ينفوا أن يكون الرحمن على العرش استوى، وأرادوا أن ينفوا أن يكون الله تعالى كلم موسى، وقال الله تعالى: {وكلم الله موسى تكليما} [النساء: 164] وأرادوا أن ينفوا أن يكون القرآن كلام الله تعالى، أرى أن يستتابوا فإن تابوا وإلا ضربت أعناقهم.
- محمد بن علي الوراق هو أبو جعفر محمد بن علي بن عبد الله بن مهران المعروف بحمدان ثقة أخرج البيهقي من طريق محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن علي الوراق، ثنا عبد الله بن رجاء. وقال الخطيب في ترجمة الوراق روى عن عبد الله بن رجاء (الأسماء والصفات للبيهقي ط السوادي ج1/ص316 وتاريخ بغداد للخطيب ت بشار ج4/ص102)
وقد توبع الوراق
أخرجه حرب الكرماني في مسائله ت فايز (ج3/ص1147) حدثنا عمرو بن العباس الأهوازي، قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي وقيل له: إن أصحاب جهم يقولون: القرآن مخلوق؟ فقال عبد الرحمن: إنما أرادوا أن ينفوا أن يكون القرآن كلام الله، وأرادوا أن ينفوا أن يكون الرحمن على العرش استوى، وأرادوا أن ينفوا أن يكون الله كلم موسى، ولقد ذكرها الله في كتابه فقال: {وَكَلَّمَ اللهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [النساء: ١٦٤] أرى أن يستتأبوا، فإن تأبوا وإلا ضربت أعناقهم. قال: وسمعت عبد الرحمن يقول: أرى أن يعرض أصحاب جهم على السيف.
- عمرو بن العباس هو أبو عثمان عمرو بن عباس الأهوازي الباهلي البصري روى عنه البخاري في صحيحه وقال الدارقطني ثقة وقال ابن حبان ربما خالف (سؤالات الحاكم للدارقطني ط المعارف ص250 والثقات لابن حبان ط المعارف العثمانية ج8/ص486)
عبد الله بن أحمد بن حنبل في السنة ت القحطاني (ج1/ص157) حدثني عبد الله بن شبويه، حدثنا محمد بن عثمان، قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي: وسأله، سهل بن أبي خدويه عن القرآن، فقال: يا أبا يحيى ما لك ولهذه المسائل هذه مسائل أصحاب جهم، إنه ليس في أصحاب الأهواء شر من أصحاب جهم يدورون على أن يقولوا ليس في السماء شيء، أرى والله ألا يناكحوا ولا يوارثوا.
- عبد الله بن شبويه هو أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن شبويه المروزي قال ابن حبان مستقيم الحديث وقال الخطيب من أئمة أهل الحديث وقال أبو سعد الإدريسي كان من أفاضل الناس مِمَّن له الرحلة في طلب العلم (الثقات لابن حبان ج8/ص366، وتاريخ بغداد للخطيب ت بشار ج11/ص6)
- محمد بن عثمان هو ابن أبي صفوان الثقفي البصري قال النسائي لا بأس به ونقل الذهبي عن أبي حاتم ثقة قلت قال أبو حاتم الرازي صدوق هكذا (في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ط المعارف العثمانية ج8/ص25)
هذا وبالله التوفيق