مدى صحة قال رجل لمالك ما تقول فيمن يقول القرآن مخلوق؟ فقال مالك: زنديق اقتلوه

مدى صحة خبر قال رجل لمالك بن أنس ما تقول فيمن يقول القرآن مخلوق؟ فقال مالك: زنديق اقتلوه. فقال: يا أبا عبد الله إنما أحكي كلاماً سمعته

قال رجل للإمام مالك بن أنس: يا أبا عبد الله ما تقول فيمن يقول القرآن مخلوق؟ فقال مالك: زنديق اقتلوه، فقال: يا أبا عبد الله إنما أحكي كلاماً سمعته فقال: لم أسمعه من أحد إنما سمعته منك وعظم هذا القول.

حكم الخبر: صحيح وأخطأ الذهبي في راويه يحيى بن خلف وقلّدهُ جماعة من الناس في ذلك كما سيأتي

أخرجه حرب الكرماني في مسائله ت فايز (ج3/ص1128) حدثنا حماد بن المبارك، قال: حدثنا يحيى بن خلف أبو محمد المقري قال: كنا عند مالك بن أنس فسأله رجل: ما تقول فيمن قال: القرآن مخلوق؟ قال: زنديق كافر، اقتلوه، ثم قال مالك: ما سمعت هذا الكلام من أحد غيرك.

قلت هناك سقط في المتن بعد "اقتلوه" أو هكذا سمعه

وأخرجه أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء ط السعادة (ج6/ص325) ومن طريقه الذهبي في سير أعلام النبلاء ط الرسالة (ج8/ص99) حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا الحسن بن إسحاق التستري [وعند الذهبي: الحسين]، ثنا يحيى بن خلف بن الربيع الطرسوسي، وكان من ثقات المسلمين وعبادهم، قال: كنت عند مالك بن أنس ودخل عليه رجل فقال: يا أبا عبد الله ما تقول فيمن يقول القرآن مخلوق، فقال مالك: زنديق اقتلوه، فقال: يا أبا عبد الله إنما أحكي كلاما سمعته فقال: لم أسمعه من أحد إنما سمعته منك وعظم هذا القول.

وهنا توثيق يحيى بن خلف بن الربيع والتصريح باسم جده وستأتي ترجمته

- سليمان بن أحمد هو الطبراني صاحب المعاجم
- الحسين بن إسحاق التستري هو الحسين بن إبراهيم بن إسحاق الدقيقي قال أبو بكر الخلال شيخ جليل وقال الذهبي ثقة (انظر تاريخ دمشق لابن عساكر ط الفكر ج14/ص39-41 وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى ط المعرفة ج1/ص142 وتاريخ الإسلام للذهبي ت بشار ج6/ص739)

اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة ت الغامدي وت نشأت (الأثر برقم 412) أخبرنا محمد بن علي بن عبد الله بن مهدي الأنباري قال: حدثنا عثمان بن محمد بن هارون قال: حدثنا أبو أمية يعني محمد بن إبراهيم الطرسوسي قال: حدثنا يحيى بن خلف المقرئ قال: كنت عند مالك بن أنس ح. وأخبرنا أحمد بن عبد الله بن الخضر المقرئ قال: حدثنا أحمد بن سليمان [وفي نسخة: أحمد بن سلمان] قال: حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن صهيب قال: حدثنا عباس بن الأزهر قال: حدثنا أبو محمد يحيى بن خلف المقرئ قال: كنت عند مالك بن أنس سنة ثمان وستين، فأتاه رجل فقال: يا أبا عبد الله ما تقول فيمن يقول: القرآن مخلوق؟ قال: كافر زنديق، اقتلوه. قال: إنما أحكي كلاما سمعته. قال: لم أسمعه من أحد، إنما سمعته منك.

ثم قال اللالكائي ذكره عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: حدثنا الحسن بن عبد الله بن قوهي الغازي قال: حدثنا يحيى بن خلف بن الربيع بن مرزوق بطرسوس، قال الحسن وكان ثقة: كنت عند مالك فذكره قلت: ويحيى بن خلف هذا كوفي سكن طرسوس. انتهى كلام اللالكائي

فهنا تصريح باسمه الكامل يحيى بن خلف بن الربيع بن مرزوق وستأتي ترجمته

الإسناد الأول
- محمد بن علي بن عبد الله بن مهدي الأنباري قال الخطيب ثقة (تاريخ بغداد ت بشار ج4/ص158)
- عثمان بن محمد بن هارون هو أبو عمرو عثمان بن محمد بن أحمد بن محمد بن هارون بن وردان الحذاء السمرقندي قال ابن يونس المصري ثقة له سماعات صحاح في كتب أبيه (تاريخ الإسلام للذهبي ت بشار ج7/ص821) ومتنه

وقد توبع اللالكائي في هذا الإسناد تابعه القاضي أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الحسين الأعين السمناني وهو في الفوائد المنتقاة العوالي الحسان لأبي عمرو السمرقندي (ص230) وأبو القاسم الجوهري أخرجه في مسند الموطأ (ص112) ومتنه كنت عند مالك بن أنس فجاءه رجل فقال: ما تقول فيمن يقول: القرآن مخلوق؟ قال: زنديق كافر، فاقتلوه.

وكذلك توبع عثمان بن محمد بن هارون أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات ط السوادي (ج1/ص604-605) وأيضاً في السنن الكبرى ط العلمية (ج10/ص347أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو بكر أحمد بن الحسن، قالا: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا أبو أمية الطرطوسي [وفي السنن: الطرسوسي]، ثنا يحيى بن خلف المقرئ، قال: كنت عند مالك بن أنس، فجاءه رجل، فقال: ما تقول فيمن يقول: القرآن مخلوق؟، فقال: هو عندي كافر فاقتلوه. ثم قال البيهقي ورواه أبو بكر محمد بن دلويه بن منصور، عن يحيى بن خلف المروزي

الإسناد الثاني
- أحمد بن عبد الله بن الخضر المقرئ هو السوسنجردي المعدل قال الخطيب كان ثقة مأموناً ديناً مستوراً حسن الاعتقاد شديداً في السنة (تاريخ بغداد ت بشار ج5/ص390)
- أحمد بن سليمان وفي نسخة ابن سلمان وهو الصواب وهو أبو بكر أحمد بن سلمان بن الحسن بن إسرائيل بن يونس النجاد قال اللالكائي ‌أخبرنا أحمد ‌بن ‌عبد ‌الله ‌بن ‌الخضر المقرئ قال: أخبرنا أحمد بن الحسن بن يونس (شرح أصول اعتقاد أهل السنة لللالكائي ت الغامدي ج2/ص268)
- والباقي لم أعرفهم

ابن بطة في الإبانة الكبرى ط الراية (ج6/ص52) حدثني أبو يوسف يعقوب بن يوسف، قال: حدثنا أبو بكر بن فردة، قال: حدثنا إسحاق بن يعقوب العطار، قال: حدثني أحمد بن عبد الرحمن الحراني، قال: حدثنا الحسن بن يحيى بن كثير العنبري، قال: حدثنا يحيى بن خلف المقرئ، بطرطوس، وذكر أنه أتى عليه اثنتان وثمانون سنة، وذكر أنه أتى المدينة سنة ست وستين ومائة، فلقي مالك بن أنس وأتاه رجل فقال: يا أبا عبد الله ما تقول فيمن يقول: القرآن مخلوق؟ فقال: كافر زنديق، اقتلوه.

- إسحاق بن يعقوب العطار هو أبو العباس الأحول قال الدارقطني ثقة (سؤالات الحاكم للدارقطني ط المعارف ص104 وتاريخ بغداد للخطيب ت بشار ج7/ص405)

الخطيب في تاريخ بغداد ت بشار (ج3/ص244) أخبرني الحسن بن علي بن محمد التميمي، قال: أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ، قال: حدثنا محمد بن مخلد، قال: حدثنا أبو غانم محمد بن سعيد بن هناد البوشنجي قال: سمعت يحيى بن خلف بن الربيع الطرسوسي يقول: جاء رجل إلى مالك بن أنس، وأنا شاهد، فقال له: يا أبا عبد الله، ما تقول في رجل يقول: القرآن مخلوق؟ قال: كافر زنديق، خذوه فاقتلوه، قال: إنما أحكي لك كلاما سمعته، قال: لم أسمعه من أحد إنما سمعته منك.

وهنا مصرح باسم جده يحيى بن خلف بن الربيع وسيأتي ترجمته

- الحسن بن علي بن محمد التميمي هو أبو علي الواعظ المعروف بابن المذهب
- عمر بن أحمد الواعظ هو أبو حفص بن شاهين
- محمد بن مخلد هو أبو عبد الله محمد بن مخلد بن حفص الدوري
- أبو غانم محمد بن سعيد بن هناد البوشنجي شيخ

اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة ت الغامدي (ج2/ص345) أخبرنا أحمد بن إبراهيم العبقسي إجازة مشافهة قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن عبد الله قال: حدثنا علي بن زيد الفرائضي قال: حدثنا يحيى بن خلف المقرئ قال: كنت عند مالك بن أنس فقال له رجل: يا أبا عبد الله ما تقول في رجل قال: القرآن مخلوق؟ فقال مالك بن أنس: اقتلوه كافر. فقال: يا أبا عبد الله إني لم أقله إنما قلت لك: قال إنسان. قال مالك بن أنس: إنما سمعته منك.

قال الإمام الذهبي رحمه الله يحيى بن خلف الطرسوسي هو نفسه يحيى بن خليف بن عقبة السعدي ليس بثقة أتى عن مالك بما لا يحتمل.

قلتُ راوينا كما ترى تقدم اسمه يحيى بن خلف بن الربيع بن مرزوق ويكنى أبا محمد وهو كوفي مروزي كما تقدم أيضاً ووثقه اثنان والذهبي رواه في السير من طريق أبي نعيم وفيه اسمه الكامل فنسي رحمه الله أو أنه رواه بعد أن قال هذا فنسي أن يعدله

وأما يحيى بن خليف بن عقبة السعدي فبصري ويكنى أبا بكر كما في شعب الإيمان للبيهقي ط الرشد (ج2/ص215-216)

فهما اثنان وهنا صار الخلط والناس قلدّوا الذهبي و‌قال ابن حبان يحيى ‌بن ‌خليف -تصحيف صوابه خلف- المقرئ المروزي سكن طرسوس يروي عن مالك بن أنس من قال القرآن مخلوق كافر فاقتلوه وعن الليث وابن عيينة وجماعة مثله روى عنه محمد بن يزيد الطرسوسي (الثقات لابن حبان ط المعارف العثمانية ج9/ص258)

هذا والله أعلم

إرسال تعليق