مدى صحة قال ابن عباس في الرحمن على العرش استوى: قعد

مدى صحة أثر قال ابن عباس في الرحمن على العرش استوى: قعد

نشر بعض الناس [قال الحافظ ابن المحب الصامت تـــ789هـ : "قال أبو حفص ابن شاهين في «كتاب السنة» الذي رواه عنه أبو حامد الإسفراييني الفقيه صاحب "التعليقة" : حدثنا سليمان بن داود القطان، ثنا سهل بن عثمان، ثنا الحكم بن ظهير، عن السدي، عن أبي مالك وأبي صالح، عن ابن عباس في قوله : [الرحمن على العرش استوى] قال : قعد . «كتاب صفات رب العالمين» (ج2/ص383)] انتهى

قلتُ هذا غلط في النقل من عيني الناقل أو نحوه فليس هو أبو حفص بن شاهين من يروي هذا إنما هو أبو أحمد العسال الحافظ الفقيه وإليك الأمر

قال ابن المحب الصامت في صفات رب العالمين ت تمالت (ج2/ص532-533)

966 - قال أبو حفص بن شاهين في كتاب السنة الذي رواه عنه أبو حامد الإسفراييني الفقيه صاحب التعليقة: حدثنا عبد الله بن سليمان، ثنا علي بن صدقة....إلخ

967 - قال أبو أحمد العسال الحافظ الفقيه: حدثنا محمد بن العباس، ثنا إسحاق بن الضيف...إلخ

968 - وقال -معطوف على ما قبله وهو أبو أحمد العسال-: حدثنا إبراهيم بن يوسف الهسنجاني، ثنا هشام بن عمار...إلخ

969 - وقال: حدثنا سليمان بن داود القطان، ثنا سهل بن عثمان، ثنا الحكم بن ظهير، عن السدي، عن أبي مالك وأبي صالح، عن ابن عباس في قوله: {الرحمن على العرش استوى} [طه] قال: قعد.

والدليل الآخر الصريح قال ابن المحب الصامت في موضع آخر قبل هذا (ج1/ص99) وقال الحكم بن ظهير: عن السدي، عن أبي مالك وأبي صالح، عن ابن عباس في قوله: {الرحمن على العرش استوى} [طه: 5] قال: قعد. رواه أبو ‌أحمد ‌العسال. انتهى

فهو يقول لك رواه أبو أحمد العسال قلت وهو واضح من السياق لكن للتأكيد

ونقل بعضهم عن ابن القيم فقال (هو -يعني ابن القيم- يقول في تفسير السدي كذا، فإما هو كذاب أو صادق، فإن كان صادقا فإسناد السدي المذكور قال أحمد لا بأس به. وقولك أنت هو الذي ليس له فائدة ولا يعتد به)

قلتُ: هو صادق وسنأتي إلى ابن القيم بعد ان أسرد ما هو متعلق بقول الإمام أحمد بن حنبل فأقول وأما الذي قاله أحمد بن حنبل في إسناده ليس بأس به فيرويه سفيان الثوري عن السدي عن أبي مالك عن ابن عباس في شعر المولاة والثوري جبل ثقة حافظ بخلاف الحكم بن ظهير وأسباط بن نصر على فرض! ومع ذلك أحمد بن حنبل كأنه أنكره وقال تفرد به السدي ولم يأخذ به قال أبو بكر الخلال في أحكام النساء ط الريان (ص47) أخبرني أحمد بن محمد بن مطر، أن أبا طالب حدثهم، أنه سأل أبا عبد الله -يعني أحمد بن حنبل-: يرى العبد شعر مولاته؟ قال: لا، قلت: حديث ابن عباس؛ شريك يقول: عن السدي، عن أبي مالك، عن ابن عباس، قال: لا بأس أن يرى العبد شعر مولاته، قال -أحمد بن حنبل-: لم يرو هذا غير السدي، وكان ابن عباس يتأول هذه الآية في النور: {ولا يبدين زينتهن} قرأ إلى: {أو ما ملكت أيمانهن} وقال ابن المسيب: لا تغرنكم هذه الأية في سورة النور، لا ينظر العبد إلى شعر مولاته. قال أبو عبد الله -أحمد بن حنبل-: وهو رجل ينظر إليها على حال لا ينبغي أن ينظر، فهذا أعجب إلي، ولم يسمع إلي حديث السدي عن أبي مالك، عن ابن عباس، فأما التابعن فغير واحد نهى عنه.

وأما هذا فليس من طريق الثوري وغيره من الثقات وإنما هو من طريق الحكم بن ظهير فابن القيم يشير إلى هذا، فتفسير السدي يرويه جماعة منهم الحكم بن ظهير ومنهم أسباط بن نصر وهو أشهر وهو صدوق ضعيف أيضاً واستعظمه الإمام أحمد بن حنبل حيث قال أحمد بن محمد: قلت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل: السدي كيف هو؟ قال: أخبرك أن حديثه لمقارب وإنه لحسن الحديث إلا أن هذا التفسير الذي يجيء به أسباط عنه فجعل يستعظمه قلت ذاك إنما يرجع إلى قول السدي فقال: من أين؟ وقد جعل له أسانيد ما أدري ما ذاك (الضعفاء الكبير للعقيلي ط العلمية ج1/ص87) 

يعني يقصد يركب الأسانيد على بعضها ويجمعها حتى تحتار فمثلاً السدي عن أبي مالك وأبي صالح عن ابن عباس فيمكن أن يكون هو السدي عن أبي مالك قعد ثم السدي عن أبي صالح عن ان عباس فجمعها وكأنه أصبح "أبو مالك وأبو صالح كلاهما عن ابن عباس" وذلك أننا نظرنا في تفسيرات السدي فرأيناه يروي عن أبي مالك قوله وعن أبي صالح عن ابن عباس وأبو صالح هو باذام ضعيف لم يسمع من ابن عباس قال مسلم بن الحجاج في كتاب التفصيل أبو صالح باذام قد اتقى الناس حديثه ولا يثبت له سماع من ابن عباس وقال ابن حبان يحدث عن ابن عباس ولم يسمع منه (تفسير ابن رجب الحنبلي ط العاصمة ج1/ص648 والمجروحين لابن حبان ت حمدي ج1/ص210)


وأما قول بعضهم أثناء مناقشتي معه (لو كان ثابتا لكان مشهورا. قلت: حديث يحدث به الأئمة في كتب السنة مثل ابن شاهين وأبو حامد الإسفرائيني وإمام الحنابلة ابن أبي داود وابن المحب وشيخ الإسلام ابن القيم ويقره الإمام مجدد عصره قوام السنة الأصبهاني وتلميذه الحافظ أبو موسى المديني وروى ذلك الذهبي ولا يكون مشهورًا! ما هو حد الشهرة عندك؟)

قلت تقدم أن ابن شاهين لم يحدث به والراوي عن ابن شاهين هو أبو حامد الإسفرائيني وهو أحمد بن أبي طاهر المتوفى 406 هجري وأما إمام الحنابلة ابن أبي داود فلا أدري من هذا وأما ابن المحب قلت هو المحور الأساسي ويرويه من طريق الحكم بن ظهير والحكم منكر الحديث وأما ابن القيم فقد تقدم وأما قوام السنة فقيل قال الذهبي (قال أبو موسى المديني المتوفى 581 هجري-: سألت إسماعيل يوماً -هو أبو القاسم إسماعيل بن محمد التيمي قوام السنة المتوفى 535 هجري-: أليس قد روي عن ابن عباس في قوله: استوى: قعد؟ قال: نعم.) قلتُ هو في سير أعلام النبلاء ط الرسالة (ج20/ص87-88) وكله يعود إلى طريق الحكم بن ظهير فأبو موسى المديني من تلاميذ إسماعيل الأصبهاني قوام السنة وقوام السنة من شيوخ شيوخه أبي أحمد العسال أي قوام السنة يروي بواسطة اثنين عن أبي أحمد العسال -المتوفى 349 هجري- في مصنفاته وأحمد العسال يروي هذا الأثر عن ابن عباس في العقود

وأما الشهرة التي أقصد بها هل رأيت أحداً من المتقدمين ينقله أحمد بن حنبل أو البخاري أو الطبري في تفسيره أو ابن أبي حاتم في تفسيره فإنهما ينقلان عن السدي كثيراً بل حتى أبو بكر الخلال في السنة لم ينقله بالرغم من نقله عن ليث ضعيف عن مجاهد في إجلاس النبي مع الله ثم يترك السدي وهو إسناد لا بأس به كما تزعم فالشهرة بين المتأخرين ليس كالشهرة بين المتقدمين فالمتأخرين لو اشتهر بينهم الله على العرش فهذا لا يهم أهل البدع فهم أيضاً عندهم مشهور مذهبهم لكن لو أتيت له بما هو عن المتقدمين فهنا لا يستطيع عليك وليس له عليك سبيل

الخلاصة حكم الأثر: منكر اضرب عليه

هذا والله أعلم

3 تعليقات

  1. أستحلفك بالله مع من كنت تتناقش ؟
  2. مع شاب صديق صديقي لا أعرفه
    1. طيب هل ثبت عن احد من الصحابة تفسير الاستواء بالجلوس
      هنالك أبحاث كثيرة كتبت تقول نعم
      ولكن غالبية البحث يعتمد ان كتاب السنة للطبراني ذكر هذا الاثر
      وابن تيمية احتج بهذا الاثر وابن القيم احتج بهذا الاثر
      ولا يوجد بحث حقيقي حول صحة الاثر عن الصحابي رضي الله عنه نفسه
      بطريقة طبيعية اعتمادًا على سنده