مدى صحة حديث كل أمر ذي بال لا يبتدأ فيه بسم الله الرحمن الرحيم أقطع

مدى صحة حديث كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم أقطع

كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم أقطع.

قلتُ: الحديث بهذا اللفظ "ببسم الله" غاية في النكارة والصواب بحمد الله ومع ذلك لا يصح

حكم الحديث: لا يصح بجميع ألفاظه

سأذكره مختصراً ثم أخرجه مطولاً مع المصادر

رواه قرة بن عبد الرحمن -في حفظه كلام- عن ابن شهاب الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ بحمد الله فهو أقطع

ورواه صدقة بن عبد الله السمين -ضعيف منكر الحديث- مرة عن محمد بن سعيد الوصيف -ضعيف- ومرة قال عبد الله بن يزيد عن صدقة السمين عن محمد بن الوليد الزبيدي -وهذا باطل- كلاهما عن الزهري، عن عبد الرحمن [ولفظ الزبيدي: عبد الله] بن كعب، عن أبيه، عن النبي. والصواب محمد بن سعيد عن الزهري ولا مدخل لمحمد بن الوليد الزبيدي ويأتي بيانه بالتفصيل

وخالفهم يونس بن يزيد الأيلي وعقيل بن خالد الأيلي وشعيب بن أبي حمزة الأموي وسعيد بن عبد العزيز الدمشقي وأبو المليح الحسن بن عمر الرقي الفزاري خمستهم عن الزهري مرسلاً عن النبي. وهو الصواب وكذا قال النسائي والدارقطني وأشار أبو داود إلى هذا


أما التخريج مطولاً

[1] قرة بن عبد الرحمن عن الزهري

رواه الأوزاعي واختلف عنه

1- مبشر بن إسماعيل الحلبي عن الأوزاعي بلفظ بسم الله

أخرجه الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي ط المعارف (ج2/ص69) أنا محمد بن علي بن مخلد الوراق، ومحمد بن عبد العزيز بن جعفر البرذعي، قالا: أنا أحمد بن محمد بن عمران، أنا محمد بن صالح البصري، بها، نا عبيد بن عبد الواحد بن شريك، نا يعقوب بن كعب الأنطاكي، نا مبشر بن إسماعيل، عن ‌الأوزاعي، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي ‌هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم أقطع.

هنا التفرد بلفظ بسم الله وهو منكر والعلة ليس من مبشر بن إسماعيل الحلبي

- أحمد بن محمد بن عمران وهو أبو الحسن بن الجندي ضعيف ليس بشيء (انظر تاريخ بغداد للخطيب ت بشار ج6/ص244)
- محمد بن صالح البصري مجهول

3-2- عبد الله بن المبارك المروزي وموسى بن أعين عن الأوزاعي بلفظ ذكر الله

أحمد بن حنبل في المسند ط الرسالة (ج14/ص329) حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا ابن مبارك، عن الأوزاعي، عن قرة بن عبد الرحمن، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل كلام أو أمر ذي بال لا يفتح بذكر الله، ‌فهو ‌أبتر أو قال: أقطع.

الدارقطني في السنن ط الرسالة (ج1/ص428) حدثني أبو طالب الحافظ أحمد بن نصر، ثنا هلال بن العلاء، ثنا عمرو بن عثمان، نا ‌موسى ‌بن ‌أعين، عن ‌الأوزاعي، عن قرة بن عبد الرحمن، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بذكر الله أقطع.

- عمرو بن عثمان ضعيف

4- الوليد بن مسلم عن الأوزاعي

أبو داود السجستاني في السنن ت الأرنؤوط (ج7/ص208) من طريق أبي توبة الربيع بن نافع الحلبي والنسائي في السنن الكبرى ط الرسالة (ج9/ص184) من طريق محمود بن خالد الدمشقي ووالجوهري في مسند الموطأ ط الغرب الإسلامي (ص81) من طريق علي بن بحر بن بري القطان الفارسي والدارقطني في السنن ط الرسالة (ج1/ص427) من طريق أبي الفضل داود بن رشيد الخوارزمي جميعهم عن الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي [ولفظ محمود: قال أبو عمرو، ولفظ علي بن بحر: حدثنا الأوزاعي]، عن [ولفظ محمود: أخبرني] قرة، عن الزهري، عن أبي سلمة عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل كلام لا يبدأ فيه بالحمد لله فهو أجذم [ولفظ محمود وعلي بن بحر وداود: بحمد الله ‌أقطع].

5- عبد الحميد بن أبي العشرين عن الأوزاعي

الخليلي في الإرشاد في معرفة علماء الحديث ط الرشد (ج1/ص448) من طريق محمد بن خريم الدمشقي وابن حبان في صحيحه ط ابن حزم (ج5/ص398) من طريق أبي علي الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان وأبو عوانة الإسفراييني في مستخرجه ط الجامعة الإسلامية (ج1/ص14) من طريق يزيد بن عبد الصمد الدمشقي وسعد بن محمد أربعتهم عن هشام بن عمار، حدثنا عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين، حدثنا الأوزاعي، عن قرة بن عبد الرحمن بن حيوئيل، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل أمر ذي بال لم [ولفظ القطان: لا] يبدأ فيه بالحمد لله فهو ‌أقطع [ولفظ القطان: بحمد الله أقطع].

6- شعيب بن إسحاق عن الأوزاعي

ابن حبان في صحيحه ط ابن حزم (ج2/ص381) أخبرنا الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان أبو علي بالرقة، حدثنا هشام بن عمار، حدثنا شعيب بن إسحاق، عن ‌الأوزاعي، عن قرة، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله ‌أقطع.

لا أدري أحق أم أنه وهم وسبق قلم والصواب عبد الحميد بن أبي العشرين وليس شعيب بن إسحاق

7- أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الخولاني عن الأوزاعي

ابن رشيد الفهري السبتي في ملء العيبة ج5 ط الغرب الإسلامي (ص225-226) من طريق محمد بن عوف الطائي وأخرجه الخرائطي في فضيلة الشكر لله على نعمته ط الفكر (ص38) وابن الأعرابي في الزهد وصفة الزاهدين ت مجدي (ص17) من طريق عباس بن عبد الله الترقفي وأخرجه أبو علي الحسن بن أحمد الحداد المقرئ في الجزء الأول من معجم أسامي مشايخه ط جوامع الكلم (ص66) من طريق أحمد بن عبد الوهاب الحوطي ثلاثتهم عن أبي المغيرة، نا الأوزاعي، عن قرة بن عبد الرحمن، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ‌‌كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله [بالحمد لله] فهو أقطع.

8- عبيد الله بن موسى عن الأوزاعي

أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف ت الشثري (ج14/ص529) وابن الأعرابي في معجم الشيوخ ط العلمية (ج1/ص220) وعثمان بن أحمد السماك في الثاني من أماليه ط جوامع الكلم (ص47) من طريق الحسن بن سلام السواق والخطيب في الجامع لأخلاق الراوي ط المعارف (ج2/ص70) من طريق يعقوب بن سفيان الفسوي كلهم عن عبيد الله بن موسى عن ‌الأوزاعي عن قرة عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كل كلام ذي بال لا [ولفظ الفسوي: لم] يبدأ فيه بالحمد لله فهو [لفظ ابن الأعرابي والفسوي: "هو" بدون الفاء] ‌أقطع.


[2] محمد بن الوليد الزبيدي أو محمد بن سعيد الوصيف عن الزهري

الطبراني في المعجم الكبير ت حمدي (ج19/ص72) حدثنا أحمد بن المعلى الدمشقي، ثنا عبد الله بن يزيد الدمشقي، ثنا صدقة بن عبد الله، عن محمد بن الوليد الزبيدي، عن الزهري، عن عبد الله بن كعب، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بالحمد ‌أقطع أو أجزم.

- عبد الله بن يزيد بن راشد الدمشقي روايته عن صدقة فيها مناكير قال يعقوب الفسوي سمعت أبا سعيد عبد الرحمن بن إبراهيم -دحيم- يقول: صدقة من شيوخنا لا بأس به. قلتُ: عبد الله بن يزيد روى مناكير! قال: أف نحن لم نحمل عنه وعن أمثاله عن صدقة وعرض بغيره إنما حملنا عن أبي حفص التنيسي وأصحابنا عنه (المعرفة والتاريخ ت العمري ط العراق ج2/ص405)

قلت قد خولف عبد الله بن يزيد

قال الدارقطني ورواه صدقة، عن محمد بن سعيد -يقال له الوصيف-، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم. ولا يصح الحديث وصدقة ومحمد بن سعيد ضعيفان. انتهى كلام الدارقطني

- صدقة بن عبد الله السمين أبو معاوية الدمشقي قال أحمد بن حنبل ما كان من حديثه مرفوع فهو منكر. وقال مسلم بن الحجاج صاحب الصحيح منكر الحديث وقال أبو زرعة الدمشقي عن دحيم عبد الرحمن بن إبراهيم مضطرب الحديث ضعيف ومرة قال أبو حاتم الرازي عن دحيم محله الصدق غير أنه كان يشوبه القدر. وقال محمد بن إبراهيم الكتاني الأصبهاني عن أبي حاتم الرازي لين يكتب حديثه ولا يحتج به وأما ابن أبي حاتم فنقل عن أبيه أبي حاتم الرازي محله الصدق وأنكر عليه القدر فقط. وضعفه يحيى بن معين والنسائي وأبو زرعة الرازي وابن نمير (العلل ومعرفة الرجال لأحمد رواية ابنه عبد الله ط الخاني ج2/ص20 والكنى والأسماء للإمام مسلم ت القشقري ج2/ص758 وتاريخ أبي زرعة الدمشقي ت شكر الله ص397 والجرح والتعديل لابن أبي حاتم ط المعارف العثمانية ج4/ص429 وتاريخ دمشق لابن عساكر ط الفكر ج24/ص26)


[3] شعيب بن أبي حمزة الأموي عن الزهري مرسلاً

أخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده كما في الأجوبة المرضية للسخاوي (ج1/ص199) ثنا بقية بن الوليد، ثنا شعيب ولفظه: كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله أكتع. قال بقية والأكتع هو الذي ذهبت أصابعه وبقي كفه.


[4] سعيد بن عبد العزيز الدمشقي عن الزهري مرسلاً

النسائي في السنن الكبرى ط الرسالة (ج9/ص184) أخبرني محمود بن خالد، حدثنا الوليد، حدثنا سعيد بن عبد العزيز، عن الزهري، رفعه مثله.

لم أعرف هل أراد النسائي من سرده الإرسال أم أنه متصل وقال أبو داود السجستاني في السنن ت الأرنؤوط (ج7/ص209) أن سعيد بن عبد العزيز رواه مرسلاً


[5] عقيل بن خالد الأيلي عن الزهري مرسلاً

النسائي في السنن الكبرى ط الرسالة (ج9/ص184) أخبرنا قتيبة بن سعيد، حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، مرسل. قلتُ وأشار إليه أبو داود السجستاني في السنن ت الأرنؤوط (ج7/ص209)

- الليث هو الليث بن سعد المصري ثقة ثبت


[6] الحسن بن عمر الرقي عن الزهري مرسلاً

النسائي في السنن الكبرى ط الرسالة (ج9/ص185) أخبرنا علي بن حجر، حدثنا الحسن يعني ابن عمر، عن الزهري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل كلام لا يبدأ في أوله بذكر الله، فهو ‌أبتر.

- الحسن بن عمر هو أبو المليح الرقي الفزاري قال علي بن معبد العبدي، حدثنا أبو مليح الحسن بن عمر الفزاري، عن الزهري، عن أنس (شرح مشكل الآثار للطحاوي ط الرسالة ج1/ص350 ومسند البزار ط العلوم والحكم ج12/ص363)


[7] يونس بن يزيد الأيلي عن الزهري مرسلاً

روى إسماعيل بن أبي زياد الشامي -متروك-، عن يونس بن يزيد، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل أمر لم يبدأ فيه بحمد الله والصلاة علي فهو ‌أقطع أبتر ممحوق من كل بركة.

المتن فيه زيادة منكرة أيضاً والصواب عن يونس بن يزيد الإرسال ذكره أبو داود السجستاني في السنن ت الأرنؤوط (ج7/ص209)

هذا والله أعلم

تعليق واحد

  1. حديث كل لهو باطل
    رجاء