مدى صحة لو أن الله عذب أهل سماواته وأهل أرضه عذبهم وهو غير ظالم لهم

مدى صحة الحديث لو أن الله عذب أهل سماواته وأهل أرضه، عذبهم وهو غير ظالم لهم

لو أن الله عذب أهل سماواته وأهل أرضه، عذبهم وهو غير ظالم لهم، ولو رحمهم، كانت رحمته خيراً لهم من أعمالهم، ولو أنفقت مثل أحد ذهباً في سبيل الله ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر، وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وأن ما أخطاك لم يكن ليصيبك، ولو مت على غير هذا لدخلت النار.

حكم الحديث والأثر: لا أدري ولا أرى في المتن نكارة وقد قال ﷺ: لن يدخل أحداً عمله الجنة. قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: لا، ولا أنا، إلا أن ‌يتغمدني الله بفضل ورحمة. وصح عن عثمان البتي قال: دخلت على محمد بن سيرين، فقال لي: ما يقول الناس في القدر؟ قال: فلم أدر ما رددت عليه، قال: فرفع شيئاً من الأرض، وقال: ما أريد على ما أقول مثل هذا، إن الله إذا أراد بعبد خيراً، وفقه لمحابه وطاعته، وما يرضى به عنه، ومن أراد به غير ذلك، اتخذ عليه الحجة، ثم عذبه غير ظالم له (انظر تخريجه في هذه المقالة)

[1] ابن الدليمي عبد الله بن فيروز

1- وهب بن خالد عن ابن الديلمي

أبو داود السجستاني في السنن ت الأرنؤوط (ج7/ص84-85) من طريق محمد بن كثير العبدي وعبد بن حميد ت العدوي (ج1/ص217) من طريق عبد الرزاق الصنعاني واللالكائي في شرح أصول اعتقاد اهل السنة ت الغامدي (الأثر 1232) من طريق عبيد الله بن موسى وأحمد بن حنبل في المسند ط الرسالة (ج35/ص465) من طريق يحيى بن سعيد القطان أربعتهم عن سفيان الثوري، عن أبي سنان [ولفظ عبيد الله بن موسى: سعيد بن سنان، ولفظ القطان: أبي سنان سعيد بن سنان]، عن وهب ابن خالد الحمصي عن ابن الديلمي، قال: أتيت أبي بن كعب فقلت له: وقع في نفسي شيء من القدر، فحدثني بشيء لعل الله عز وجل أن يذهبه من قلبي، قال: لو أن الله عذب أهل سماواته وأهل أرضه، عذبهم وهو غير ظالم لهم، ولو رحمهم، كانت رحمته خيرا لهم من أعمالهم، ولو أنفقت مثل أحد ذهبا في سبيل الله ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر، وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وأن ما أخطاك لم يكن ليصيبك، ولو مت على غير هذا لدخلت النار، قال: ثم أتيت عبد الله بن مسعود، فقال مثل ذلك، قال: ثم أتيت حذيفة بن اليمان، فقال مثل ذلك، قال: ثم أتيت زيد بن ثابت، فحدثني عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك.

ابن ماجه في السنن ت الأرنؤوط (ج1/ص55-56) من طريق علي بن محمد واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة ت الغامدي (الأثر 1093) من طريق أبي ‌الأزهر أحمد بن ‌الأزهر وأحمد بن حنبل في المسند ط الرسالة (ج35/ص486) وأبو بكر بن أبي شيبة في المسند ط الوطن (ج1/ص150) أربعتهم عن إسحاق بن سليمان، قال: سمعت أبا سنان، عن وهب بن خالد الحمصي [وقال ابن أبي شيبة: الحميري بدل الحمصي]، عن ابن الديلمي، قال: وقع في نفسي شيء من هذا القدر، خشيت أن يفسد علي ديني وأمري، فأتيت أبي بن كعب، فقلت: أبا المنذر، إنه قد وقع في نفسي شيء من هذا القدر فخشيت على ديني وأمري، فحدثني من ذلك بشيء لعل الله أن ينفعني به، فقال: لو أن الله عذب أهل سماواته وأهل أرضه، لعذبهم وهو غير ظالم لهم، ولو رحمهم لكانت رحمته خيرا لهم من أعمالهم، ولو كان لك جبل أحد ذهبا -أو مثل جبل أحد- تنفقه في سبيل الله، ما قبل منك حتى تؤمن بالقدر، فتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وأنك إن مت على غير هذا دخلت النار، ولا عليك أن تأتي أخي عبد الله بن مسعود فتسأله، فأتيت عبد الله، فسألته، فذكر مثل ما قال أبي، وقال لي: ولا عليك أن تأتي حذيفة، فأتيت حذيفة، فسألته، فقال مثل ما قالا، وقال: ائت زيد بن ثابت، فاسأله فأتيت زيد بن ثابت، فسألته، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لو أن الله عذب أهل سماواته وأهل أرضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم، ولو رحمهم لكانت رحمته خيرا لهم من أعمالهم، ولو كان لك مثل أحد ذهبا -أو مثل جبل أحد ذهبا- تنفقه في سبيل الله ما قبله منك حتى تؤمن بالقدر، فتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وأنك إن مت على غير هذا دخلت النار.

أحمد بن حنبل في المسند ط الرسالة (ج35/ص511) حدثنا قران بن تمام، عن أبي سنان الشيباني، عن وهب الحمصي، عن ابن الديلمي، قال: أتيت أبي بن كعب، فقلت له: إنه قد وقع في نفسي من القدر شيء، فأحب أن تحدثني بحديث لعل الله أن يذهب عني ما أجد. قال: لو أن الله عذب أهل السماوات وأهل الأرض، عذبهم وهو غير ظالم لهم، ولو رحمهم كانت رحمته لهم خيرا من أعمالهم، ولو كان أحد لك ذهبا، فأنفقته في سبيل الله، ثم لم تؤمن بالقدر، وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، ما تقبل منك، ولو مت على غير ذلك دخلت النار. ولا عليك أن تلقى أخي عبد الله بن مسعود فتسأله. فلقي عبد الله، فقال له مثل ذلك، ثم لقي حذيفة بن اليمان، فقال له مثل ذلك، ثم لقي زيد بن ثابت، فقال له مثل ذلك، إلا أنه حدثه عن نبي الله.

ابن عساكر في معجم الشيوخ ط البشائر (ج2/ص682-684) والبيهقي في القضاء والقدر ط العبيكان (ص196) كلاهما عن الأستاذ الإمام أبي طاهر محمد بن محمد بن محمش بن علي الزيادي الفقيه أبنا أبو عثمان عمرو بن عبد الله البصري أبنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن عبد الوهاب ثنا الحسين بن الوليد عن أبي سنان يعني سعيد بن سنان القزويني قال سمعت وهب بن خالد يحدث عن ابن الديلمي وهو عبد الله قال وقع في نفسي شيء من القدر فأتيت أبي بن كعب رضي الله عنه فقلت يا أبا المنذر إنه قد وقع في نفسي شيء من أمر القدر فأحببت أن تبين لي فقال نعم لو أن الله عذب أهل سماواته وأهل أرضيه لعذبهم وهو غير ظالم لهم ولو رحمهم كانت رحمته خيرا لهم من أعمالهم ولو كان لك مثل أحد ذهبا وفضة ثم أنفقتها ما تقبلت منك حتى تعلم أن الذي أصابك لم يكن ليخطئك وأن الذي أخطأك لم يكن ليصيبك ولو مت على غير ذلك لدخلت النار ولكن لو أتيت عبد الله بن مسعود قال فأتيت عبد الله بن مسعود فقلت يا أبا عبد الرحمن إنه قد وقع في نفسي شيء من أمر القدر فأحببت أن تبين لي فقال مثل مقالة أبي بن كعب ولكن لو أتيت أخي حذيفة بن اليمان قال فأتيت حذيفة بن اليمان فقلت يا أبا عبد الله إنه قد يعني وقع في نفسي شيء من أمر القدر فأحببت أن تبين لي فقال مثل مقالة أبي بن كعب ولكن لو أتيت زيد بن ثابت فأتيت زيد بن ثابت فقلت إنه قد وقع في نفسي شيء من أمر القدر فأحببت أن تبين لي فقال زيد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لو أن الله عذب أهل سماواته وأهل أرضيه لعذبهم وهو غير ظالم لهم ولو رحمهم لكانت رحمته خيرا لهم من أعمالهم ولو كان لك مثل أحد ذهبا أو فضة ثم أنفقتها ما تقبلت منك حتى تعلم أن الذي أصابك لم يكن ليخطئك وأن الذي أخطأك لم يكن ليصيبك ولو مت على غير ذلك دخلت النار.

فهنا في هذه الأسانيد أي هذه الطريق عن أبي سنان فيه

1- أُبيّ بن كعب ثم 2- عبد الله بن مسعود ثم 3- حذيفة بن اليمان 4- زيد بن ثابت

أبو علي حامد بن محمد بن عبد الله الرفاء الهروي في الجزء الثاني من فوائده كما مجموع فيه ثلاثة أجزاء حديثية ت جرار (ص124) من طريق الحسين بن إدريس حدثنا عبد الرحمن بن عبيد الله الحلبي أخو الإمام: حدثنا يحيى بن اليمان، عن أبي سنان الشيباني، عن وهب الحمصي، عن عبد الله بن الديلمي، عن أبي بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وحذيفة بن اليمان وعبد الله بن مسعود قالوا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو عذب الله أهل السماوات وأهل الأرض عذبهم غير ظالم لهم، ولو رحمهم كانت رحمته خيرا من أعمالهم، ولو أنفقت مثل أبي قبيس ذهبا لم يقبله الله منك حتى تؤمن بالقدر خيره وشره، وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، ولو مت على غير ذلك لأكبك الله على وجهك في النار.

- أبو سنان سعيد بن سنان ضعفه أحمد بن حنبل ووثقه أبو حاتم الرازي ويحيى بن معين والدارقطني ويعقوب الفسوي ثقة وقال النسائي ليس به بأس وقال ابن حبان من متقني الكوفيين وكان عابداً فاضلاً. وقال ابن عدي أبو سنان هذا له غير ما ذكرت من الحديث أحاديث غرائب وأفراد وأرجو أنه ممن لا يتعمد الكذب والوضع لا إسناداً ولا متناً ولعله إنما يهم في الشيء بعد الشيء ورواياته تحتمل وتقبل (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ط المعارف العثمانية ج4/ص27-28 وتاريخ ابن معين رواية الدوري ت سيف ج4/ص364 ومشاهير علماء الأمصار لابن حبان ط الوفاء ص260 والمعرفة التاريخ للفسوي ت العمري ج3/ص83 والكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي ط العلمية ج4/ص405)


1- كثيرة بن مرة عن ابن الديلمي

البيهقي في القضاء والقدر ط العبيكان (ص258) من طريق أبي إسماعيل محمد بن إسماعيل الترمذي والفريابي في القدر ط أضواء السلف (ص137-138) من طريق ميمون بن الأصبغ النصيبي وإسحاق بن سيار وابن خزيمة كما صفات رب العالمين لابن المحب ت تمالت (ج3/ص1247) من طريق محمد بن يحيى الذهلي أربعتهم عن أبي صالح عبد الله بن صالح، قال: حدثني معاوية بن صالح، أن أبا الزاهرية حدثه، عن كثير بن مرة، عن ابن الديلمي، أنه لقي سعد بن أبي وقاص فقال له: إني شككت في بعض أمر القدر، فحدثني لعل الله عز وجل يجعل لي عندك فرجا قال: نعم يا بني حق لو عذب الله عز وجل أهل السماء وأهل الأرض عذبهم وهو غير ظالم لهم، ولو رحمهم كانت رحمته إياهم خيرا لهم من أعمالهم، ولو أن لامرئ مثل أحد ذهبا ينفقه في سبيل الله عز وجل حتى ينفد، ثم لم يؤمن بالقدر خيره وشره لم يقبل منه، ولا عليك أن تأتي عبد الله بن مسعود. فذهب ابن الديلمي إلى عبد الله بن مسعود فقال له مثل مقالة سعد فقال ابن مسعود: ولا عليك أن تلقى أبي بن كعب فذهب ابن الديلمي إلى أُبَيّ بن كعب فقال مثل مقالته لابن مسعود فقال له أُبَيّ مثل مقالة صاحبه، فقال أبي: ولا عليك أن تلقى زيد بن ثابت. فذهب ابن الديلمي إلى زيد بن ثابت فقال له: إني شككت في بعض أمر القدر فحدثني لعل الله عز وجل يجعل لي عندك منه فرجا، قال زيد: نعم يا ابن أخي إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله عز وجل لو عذب أهل السماء والأرض عذبهم وهو غير ظالم لهم، ولو رحمهم كانت رحمته إياهم خير لهم من أعمالهم، ولو أن لامرئ مثل أحد ذهبا فأنفقه في سبيل الله حتى ينفد ولا يؤمن بالقدر خيره وشره دخل النار. ابن بطة في الإبانة الكبرى ط الراية (ج4/ص50) حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن مسعدة الأصبهاني قال: حدثنا إبراهيم بن الحسين الكسائي، وحدثني أبو القاسم حفص بن عمر الأردبيلي قال: حدثنا أبو حاتم الرازي، قالا: حدثنا عبد الله بن صالح، قال: حدثني معاوية بن صالح، أن أبا الزاهرية، حدثه، عن كثير بن مرة، عن ابن الديلمي، قال: لقيت زيد بن ثابت فسألته عن القدر، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله عز وجل لو عذب أهل السماوات وأهل الأرضين عذبهم غير ظالم لهم، ولو رحمهم كانت رحمته إياهم خيرا لهم من أعمالهم، ولو أن لامرئ أحدا ذهبا ينفقه في سبيل الله حتى ينفد ثم لم يؤمن بالقدر خيره وشره دخل النار.

1- سعد بن أبي وقاص ثم 2- عبد الله بن مسعود 3- أُبيّ بن كعب 4- زيد بن ثابت

تفرد به عبد الله بن صالح وهو ضعيف وأدخلت عليه أحاديث موضوعة فلا أدري


[2] أبو الأسود الديلي ويقال الدؤلي

أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة كما في صفات رب العالمين لابن المحب ت تمالت (ج3/ص1247) من طريق عبد الرحمن بن مهدي والفريابي في القدر ط أضواء السلف (ص115) من طريق أبي عامر العقدي والبيهقي في القضاء والقدر ط العبيكان (ص304) من طريق عبد الله بن مسلمة القعنبي ثلاثتهم عن هشام بن سعد، عن سعيد بن أبي هلال، عن أبي الأسود الديلي قال: جلست مجلسا بالبصرة ذكروا فيه القدر، فأمرضوا قلبي، فأتيت عمران بن حصين فقلت: إني جلست مجلسا ذكروا فيه القدر فأمرضوا قلبي، فهل أنت بمحدثي عنه؟ قال: نعم، والله الذي لا إله إلا هو، لو أن الله عذب أهل السموات وأهل الأرض، لعذبهم حين يعذبهم وهو غير ظالم لهم، ولو رحمهم، لكانت رحمته أوسع من ذلك، ولو كان لك مثل أحد ذهبا فأنفقته، ما تقبل الله منك حتى تؤمن بالقدر خيره وشره، وستأتي المدينة، فتلقى بها ابن مسعود وأبي بن كعب، فجلست في حلقة فيها ابن مسعود وأبي بن كعب، فقلت لأُبيّ: أبا المنذر إني جلست مجلسا بالبصرة، فذكروا فيه القدر فأمرضوا قلبي، فهل أنت محدثي عنه؟ قال: نعم، والله الذي لا إله إلا هو، لو أن الله عذب أهل السموات وأهل الأرض، لعذبهم حين يعذبهم وهو غير ظالم لهم، ولو كان لك مثل أحد ذهبا فأنفقته، ما تقبل منك حتى تؤمن بالقدر خيره وشره، ثم قال لابن مسعود: حدث أخاك يا أبا عبد الرحمن، فقال مثل ذلك [ولفظ العقدي: يا أبا عبد الرحمن، حدث أخاك، فحدثني بما حدثني أُبيّ].

منقطع بين سعيد وأبي الأسود وهشام بن سعد صدوق يخطأ وقد أسقط من الإسناد رجلان

أخرجه الخطيب في المؤتنف تكملة المؤتلف والمختلف ت الشوامي (ج2/ص380) أخبرني أبو الطيب عبد العزيز بن علي بن محمد بن عبد الله بن بشران، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدثنا عبد الله بن محمد بن زياد، حدثنا يونس بن عبد الأعلى، حدثنا ابن وهب، قال: حدثني عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال، وثبات بن ميمون، عن ثعلبة الأسلمي، أن عبد الله بن بريدة الأسلمي حدثه وكان أبوه من أصحاب الحديبية: أن ظالما أبا الأسود لما قدم الكوفة جلس مجلسا، فسمعهم يذكرون القدر، فوقع في نفسه منه شيء، فلقي عمران بن حصين وكان من أصحاب النبي ﷺ فسأله، فقال: لعلي أحدثك حديثا يلبس دينك عليك كأنك لم تسمعه، قلت: فممن أسمع؟ قال: فوالذي نفسي بيده لو عذب الله أهل السماوات والأرض لعذبهم حين يعذبهم وهو غير ظالم لهم، ولو رحمهم لكانت رحمته أوسع، ولو كان لك أحد ذهبا فأنفقته في سبيل الله، ما تقبل منك منه شيء حتى تؤمن بالقدر كله، خيره وشره، ولا عليك أن تلقى أبي بن كعب، وابن مسعود. قال ظالم: فلقيتهما فقالا لي جميعا: مثل قول عمران بن حصين. إلا أن ثباتاً قال: حدث ابن بريدة عن خاله، ولم يذكر حديثه، ولقي رجلاً من أصحاب النبي ﷺ، فقال: أقد فعلها الناس، ثم حج فلقي أبي بن كعب، وابن مسعود، فقالا مثل قول الرجل. وقال المزي قال أبو داود السجستاني في كتاب القدر -مفقود-: حدثنا سليمان بن داود المهري، وأحمد بن سعيد الهمداني، قالا: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث به (تهذيب الكمال للمزي ت بشار ج4/ص388) وقال البخاري في التاريخ ومن طريقه أبو أحمد الحاكم: ثعلبة الأسلمي سمع عبد الله بن بريدة قاله لي أحمد -هو ابن عيسى- عن ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن ‌سعيد ‌بن ‌أبي ‌هلال وثبات ابن ميمون عن ‌ثعلبة. ومثله قال أبو حاتم الرازي

- ثعلبة الأسلمي قال أبو حاتم الرازي لا أعرف ‌ثعلبة هذا (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ط المعارف العثمانية ج2/ص464)


طريق آخر عن أبي الأسود

الطبراني في المعجم الكبير ت حمدي (ج10/ص232) حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا أبو بلال الأشعري، ثنا قيس بن الربيع، عن عمر بن محمد بن زيد العمري، عن عمر بن عبد الله مولى غفرة، عن أبي الأسود الدؤلي قال: خاصمت القدرية فأحرجوني، فأتيت عمران بن الحصين الخزاعي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا أبا نجيد، خاصمت القدرية فأحرجوني، فهل من حديث تحدثني لعل الله ينفعني به؟ قال: لعلي لو حدثتك حديثا لبست عليه أذنيك كأنك لم تسمعه، فقلت: إنما جئت لذلك، فقال: لو أن الله عذب أهل السماء وأهل الأرض عذبهم وهو غير ظالم، ولو أدخلهم في رحمته كانت رحمته أوسع لهم من ذنوبهم، فإذا هو كما قال الله عز وجل {يعذب من يشاء ويغفر لمن يشاء} [المائدة: 40] ، فمن عذب فهو الحق، ومن رحم فهو الحق، ولو كانت الجبال لأحدكم ذهبا أو ورقا، فأنفقها في سبيل الله، ثم لم يؤمن بالقدر خيره وشره، لم ينتفع بذلك. فأتيت عبد الله بن مسعود فسألته، فقال عبد الله لأبي بن كعب: يا أبا المنذر، حدثه، فقال أبي: يا أبا عبد الرحمن، حدثه، فحدث ابن مسعود بمثل حديث عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وسلم تسليما كثيرا طيبا مباركا فيه.

- عمر مولى غفرة ضعيف لكن قد توبع

أخرجه ابن بطة في الإبانة الكبرى ط الراية (ج4/ص50-51) حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد المتوثي قال: حدثنا أبو داود السجستاني، قال: حدثنا محمود بن خالد، قال: حدثنا أبو مسهر، قال: حدثنا محمد بن شعيب، قال: حدثنا عمر مولى غفرة، عن أبي الأسود الدؤلي، أنه مشى إلى عمران بن حصين فقال: يا عمران إني خاصمت أهل القدر حتى أخرجوني، فهل عندك علم فتحدثني؟ فقال عمران: إن الله عز وجل لو عذب أهل السماء وأهل الأرض، عذبهم غير ظالم لهم، ولو أدخلهم في رحمته كانت رحمته أوسع من ذنوبهم، وذلك أنه قضى يعذب من يشاء ويرحم من يشاء، فمن عذب فهو الحق، ومن رحم فهو الحق، ولو أن لك جبلا من ذهب تنفقه في سبيل الله ما قبل منك حتى تؤمن بالقدر خيره وشره، واذهب فاسأل، فقدم أبو الأسود المدينة، فوجد عبد الله بن مسعود، وأبي بن كعب جالسين، فقال: يا عبد الله، إني قد خاصمت، فذكر نحو كلامه لعمران وكلام عمران، يكاد أن يكون لفظهما سواء. أكذلك يا أبي؟ قال: نعم.

قال محمد بن شعيب: فحدثت ببعض هذا الحديث سعيد بن عبد الرحمن بن سعيد بن رقيش بن ذباب الأسدي ثم  الغنمي، فحدثني سعيد أن عمران قال لأبي الأسود حين حدثه الحديث: سمعت ذاك من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسمعه عبد الله بن مسعود، وأبي بن كعب، فسألهما أبو الأسود، فحدثاه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل حديث عمران.

- أبو مسهر هو عبد الأعلى بن مُسْهِرٍ الغساني الدمشقي إمام ثقة مشهور وقد توبع كما سيأتي
- محمد بن شعيب هو أبو عبد الله محمد بن شعيب بن شابور الدمشقي ثقة
- سعيد بن عبد الرحمن بن سعيد بن رقيش بن ذباب الأسدي قلت جده هنا "سعيد" و"سعيد بن رقيش" هو أخو "يزيد بن رقيش" وقال ابن سعد: سعيد بن عبد الرحمن بن يزيد بن رقيش بن رئاب الأسدي هكذا في الطبقات الكبرى لابن سعد وأما البخاري وأبو حاتم الرازي فقالا "سعيد بن عبد الرحمن بن رقيش"

الطبراني في المعجم الكبير ت حمدي (ج18/ص223) حدثنا عبدان بن أحمد، ثنا محمد بن مصفى، ثنا محمد بن شعيب، ثنا سعيد بن عبد الرحمن بن سعيد بن أقيش بن رباس الأسدي، عن أبي الأسود الدؤلي: أنه سأل عمران بن حصين، وعبد الله بن مسعود، وأبي بن كعب عن القدر، فقال: إني قد خاصمت أهل القدر حتى أحرجوني، فهل عندكم علم فتحدثوني؟ فقالوا: لو أن الله عز وجل عذب أهل السماء والأرض عذبهم غير ظالم، ولو أدخلهم في رحمته كانت رحمته أوسع من ذنوبهم، ولكنه كما قضى يعذب من يشاء، ويرحم من يشاء، فمن عذب فهو الحق، ومن رحم فهو الحق، ولو كان لك مثل أحد تنفقه في سبيل الله ما قبل منك حتى تؤمن بالقدر كله خيره وشره ثم قال عمران لأبي الأسود حين حدثه الحديث: سمعت ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسمعه معي عبد الله، وأبي بن كعب، فسألهما أبو الأسود فحدثاه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.


يزيد بن أبي حبيب عن أبي الأسود

اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة ت الغامدي ونشأت (الأثر 1239) أخبرنا الحسن بن عثمان، قال: ثنا أحمد بن حمدان، قال: ثنا بشر، قال: ثنا معاوية، قال: نا أبو إسحاق، عن ابن أبي أنيسة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الأسود الدؤلي، قال: سألت عمران بن حصين عن باب القدر، فقال: لو أن الله عذب أهل السماوات والأرض لعذبهم وهو غير ظالم لهم، ولو أنه رحم أهل السماوات والأرض لكانت رحمته أوسع من ذلك، ولو أن رجلا له مثل أحد ذهبا ينفقه في سبيل الله لا يؤمن بالقدر خيره وشره ما تقبل منه.

إسناده لا شيء

- ابن أبي أنيسة هو يحيى ليس بشيء
- الحسن بن عثمان هو أبو عمر الواعظ المعروف بابن الفلو قال الخطيب كتبت عنه وكان لا بأس به وقال أيضًا وكان سمحًا كريمًا (تاريخ بغداد للخطيب ت بشار ج8/ص348)
- أحمد بن حمدان هو أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي راوي مسند الإمام أحمد
- معاوية هو معاوية بن عمرو بن المهلب الأزدي الكوفي ثقة
- أبو إسحاق هو الفزاري إبراهيم بن محمد الكوفي ثقة حافظ

ابن بطة في الإبانة الكبرى ط الراية (ج4/ص53) حدثنا حفص بن عمر، قال: حدثنا رجاء بن مرجى، وأبو حاتم، قالا: حدثنا عبد الله بن صالح، ح وحدثنا النيسابوري، قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن وهب، قالا -يعني عبد الله بن صالح وابن وهب-: أخبرنا معاوية بن صالح، عن أيوب بن زياد، عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت، قال: حدثني أبي قال: دخلت على عبادة وأنا أتخايل فيه الموت، فقلت: يا أبا الوليد، أوصني واجتهد لي، قال: أجلسوني، فأجلس فقال: يا بني، إنك لن تطعم طعم الإيمان ولن تبلغ حقيقة العلم بالله عز وجل حتى تؤمن بالقدر خيره وشره، فقلت: يا أبتاه، وكيف لي أن أعلم ما خير القدر من شره؟ فقال: تعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك، يا بني، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن أول شيء خلق الله القلم، ثم قال: اكتب، فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة يا بني فإن مت ولست على هذا النحو دخلت النار.

- أيوب بن زياد ليس فيه توثيق صريح وقال عبد الحق الإشبيلي هذا من حديث أهل الشام وإسناده ‌حسن، ذكر ذلك علي بن ‌المديني (الأحكام الوسطى ط الرشد ج4/ص307) قلت لا أدري من أين نقل كلام ابن المديني والله أعلم به

حديث أبي الدرداء

ابن أبي عاصم في السنة ط المكتب الإسلامي (ج1/ص110) ثنا هشام بن عمار، ثنا سليمان بن عتبة أبو الربيع السلمي، قال: سمعت يونس بن حلبس يحدث، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن العبد لا يبلغ حقيقة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه. الفريابي في القدر ط أضواء السلف (ص141) حدثنا أبو أيوب سليمان بن عبد الرحمن، حدثنا سليمان بن عتبة، قال: سمعت يونس بن ميسرة يحدث عن أبي إدريس، عن أبي الدرداء رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: لا يستكمل عبد حقيقة الإيمان، حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه. أحمد بن حنبل في المسند ط الرسالة (ج45/ص482) حدثنا هيثم -هو ابن خارجة-، قال: حدثنا أبو الربيع، عن يونس، عن أبي إدريس، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: لكل شيء حقيقة، وما بلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم ‌يكن ‌ليصيبه.

في إسناده نظر سليمان بن عتبة قال يحيى بن معين لا شيء قال صالح بن محمد روى أحاديث مناكير وقال أبو زرعة الدمشقي قيل له -يعين لأبي مسهر-: فما تقول في سليمان بن عتبة؟ قال: ثقة قلت -القائل أبو زرعة- لأبي مسهر: إنه يسند أحاديث عن أبي الدرداء؟ -يعني منكرة- قال: هي يسيرة وهو ثقة ولم يكن له عيب إلا لصوقه بالسلطان.

هذا والله أعلم

تعليق واحد

  1. تحياتي استاذ سألتك سؤال في تعليقات هذا الحديث
    https://www.islamink.com/2023/07/blog-post_23.html
    اتمنى النظر اليه وشكرًا