مدى صحة سئل البخاري عن اللفظ بالقرآن؟ فقال عن القطان وابن مهدي يقولان أفعال العباد مخلوقة

مدى صحة الخبر سئل البخاري عن اللفظ بالقرآن؟ فقال: سمعت عبيد الله بن سعيد أبا قدامة السرخسي يقول سمعت يحيى بن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي يقولان

سئل محمد بن إسماعيل البخاري عن اللفظ بالقرآن؟ فقال: سمعت عبيد الله بن سعيد أبا قدامة السرخسي يقول سمعت يحيى بن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي يقولان أفعال العباد مخلوقة.

وقد روي أنه نفى أن لفظه بالقرآن مخلوق وقال هذا كذب. قلتُ لكن لم يصح هذا (انظر تخريجه في هذه المقالة)

أخرجه ابن عدي في من روى عنهم البخاري في الصحيح ط البشائر (ص56-57) وط دار البخاري (ص65-66) سمعت الإسماعيلي يقول سمعت الفرهياني يقول سمعت عمرو بن منصور النيسابوري يقول سمعت محمد بن إسماعيل البخاري وسئل عن اللفظ بالقرآن؟ فقال: سمعت عبيد الله بن سعيد أبا قدامة السرخسي يقول سمعت يحيى بن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي يقولان أفعال العباد مخلوقة. ثم قال ابن عدي ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق ط الفكر (ج52/ص94) سمعت أبا بكر الإسماعيلي يقول سمعت الفرهياني يقول قيل لمحمد بن إسماعيل أترجع عما قلت ليعود الناس إليك فقال لا حاجة لي فيهم.

هذا إسناد لا أعرف له عِلَّةً والإجابة من البخاري لا زالت غير صريحة وقال ابن أبي حاتم الرازي في ترجمة البخاري سمع منه أبي وأبو زرعة ثم تركا حديثه عندما كتب إليهما محمد بن يحيى النيسابوري -هو الذهلي- أنه أظهر عندهم أن لفظه بالقرآن مخلوق. قلت وقد كان محمد بن يحيى الذهلي يحسد البخاري وسيأتي هذا الحسد بإسناد صحيح عنه في آخر المقال

- الفرهياني عبد الله بن محمد بن سيار قال ابن عدي من الأثبات قال الخطيب أنا أحمد بن محمد بن غالب، أنا أبو بكر الإسماعيلي، قال: قال لنا عبد الله بن محمد بن سيار الفرهياني (الجامع لأخلاق الراوي ت الطحان ج2/ص11 والكامل لابن عدي ط العلمية ج1/ص236-237)

- عمرو بن منصور النيسابوري هو النسائي فلا أدري النيسابوري تصحيف أم لا قال أبو نعيم الأصبهاني حدثنا أبو عمرو بن حمدان -هو محمد بن أحمد بن حمدان النيسابوري-، حدثنا عبد الله بن محمد بن سيار -هو الفرهياني-، حدثنا عمرو بن منصور، حدثنا علي بن الحسن النسائي. وقال النسائي أنبأ عمرو بن منصور، قال: حدثنا علي بن الحسن بن صالح النسائي. قلت ووثقه النسائي وقال ثقة ثبت مأمون (الأربعون لأبي نعيم ط ابن حزم ص58 والكنى والأسماء للدولابي ت الفاريابي ج3/ص1180)

وقال أبو عبد الله البخاري في خلق أفعال العباد ت عبد الرحمن عميرة (ص47): سمعت عبيد الله بن سعيد يقول: سمعت يحيى بن سعيد يقول: ما زلت أسمع من أصحابنا يقولون: «إن أفعال العباد مخلوقة» قال أبو عبد الله -يعني البخاري-: حركاتهم وأصواتهم واكتسابهم وكتابتهم مخلوقة، فأما القرآن المتلو المبين المثبت في المصحف المسطور المكتوب الموعى في القلوب فهو كلام الله ليس بخلق، قال الله: {بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم} [العنكبوت: 49] وقال إسحاق بن إبراهيم: «فأما الأوعية فمن يشك في خلقها؟» قال الله تعالى: {وكتاب مسطور في رق منشور} [الطور: 3] ، وقال: {بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ} [البروج: 21]، فذكر أنه يحفظ ويسطر. قال: {وما يسطرون} [القلم: 1].

طريق آخر

أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد ت بشار (ج2/ص352) أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب، قال: أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي، قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن سيار، قال: حدثني محمد بن خشنام، وسمعته يقول: سئل محمد بن إسماعيل بنيسابور عن اللفظ، فقال: حدثني عبيد الله بن سعيد يعني أبا قدامة، عن يحيى بن سعيد، قال: أعمال العباد كلها مخلوقة. فمرقوا عليه، قال: فقالوا له بعد ذلك: ترجع عن هذا القول حتى يعودوا إليك؟ قال: لا أفعل إلا أن تجيئوا بحجة فيما تقولون أقوى من حجتي. وأعجبني من محمد بن إسماعيل ثباته.

- محمد بن خشنام لم أعرفه

وقال ابن حجر في تغليق التعليق ط المكتب الإسلامي (ج5/ص434) قال الحاكم سمعت محمد بن صالح بن هانئ يقول سمعت أحمد بن سلمة يقول دخلت على البخاري فقلت يا أبا عبد الله إن هذا رجل يعني الذهلي مقبول بخراسان خصوصا في هذه المدينة وقد لح في هذا الحديث حتى لا يقدر أحد منا أن يكلمه فيه فما ترى فقبض على لحيته ثم قال {وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد} اللهم إنك تعلم أني لم أرد المقام بنيسابور أشرا ولا بطرا ولا طلبا للرئاسة وإنما أبت علي نفسي الرجوع إلى الوطن لغلبة المخالفين وقد قصدني هذا الرجل حسدا لما آتاني الله لا غير ثم قال يا أحمد إني خارج غدا لتتخلصوا من حديثه لأجلي.

إسناده صحيح

- أحمد بن سلمة هو أبو الفضل النيسابوري

وقد روي بنحوه عن مسلم بن الحجاج صاحب الصحيح وتلميذ البخاري

أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق ط الفكر (ج58/ص93-94) قرأت على أبي القاسم الشحامي، عن أحمد بن الحسين، أنا محمد بن عبد الله، قال وسمعت أبا عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ يذكر أن مسلم بن الحجاج رحمه الله كان يظهر القول باللفظ ولا يكتمه.

هذا إسناد صحيح إلى أبي عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ الأخرم النيسابوري المولود 250 هجري ومسلم توفي سنة 261 هجري وكان صغيراً عندما مات مسلم ولكن هو الأقرب إلى عهده وقد كان الأخرم خرج مسنداً على صحيح مسلم وهو بَلَديُّهُ وقال الأخرم إنما أخرجت مدينتنا هذه من رجال العلم ثلاثة محمد بن يحيى ومسلم بن الحجاج وإبراهيم بن أبي طالب (تاريخ ابن عساكر ط الفكر ج58/ص91 بإسناد صحيح)

- أبو القاسم الشحامي هو زاهر بن طاهر النيسابوري
- أحمد بن الحسين هو أبو بكر البيهقي صاحب التصانيف
- محمد بن عبد الله هو أبو عبد الله الحاكم صاحب المستدرك على الصحيحين

هذا والله أعلم

إرسال تعليق