قال قتادة بن دعامة السدوسي: إياكم والتكلف والتنطع والغلو والإعجاب بالأنفس تواضعوا لله لعل الله يرفعكم.
قلتُ صدق والله وهذا الكلام جزء من أثر طويل
حكم الأثر: صحيح
أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء ط السعادة (ج2/ص336-337) حدثنا محمد بن أحمد بن الحسين، قال: ثنا إسحاق بن الحسن، قال: ثنا حسين بن محمد، قال: ثنا شيبان، قال: ثنا قتادة، قال: اجتنبوا نقض هذا الميثاق فإن الله تعالى قد قدم فيه وأوعد وذكره في آي من القرآن تقدمة ونصيحة وحجة وإنما تعظم الأمور بما عظمها الله عند ذوي العقل والفهم والعلم بالله عز وجل وإنا ما نعلم الله تعالى أوعد في ذنب ما أوعد في نقض هذا الميثاق وإن المؤمن حي القلب حي البصر سمع كتاب الله فانتفع به ووعاه وحفظه وعقله عن الله، والكافر أصم أبكم لا يسمع خيرا ولا يحفظه ولا يتكلم بخير ولا يعلمه، في الضلالة متسكعا فيها لا يجد منها مخرجا ولا منفذا أطاع الشيطان فاستحوذ عليه وتلا قوله: {وأمرنا لنسلم لرب العالمين} [الأنعام: ٧١] قال: خصومة علمها الله عز وجل محمدا صلى الله عليه وسلم وأصحابه يخاصمون بها أهل الضلالة وإن الله عز وجل علمكم فأحسن تعليمكم وأدبكم فأحسن تأديبكم فأخذ رجل بما علمه الله، ولا يتكلف ما لا علم به فيخرج من دين الله ويكون من المتكلفين، وإياكم والتكلف والتنطع والغلو والإعجاب بالأنفس، وتواضعوا لله عز وجل لعل الله يرفعكم قد رأينا والله أقواما يسرعون إلى الفتن وينزعون فيها وأمسك أقوام عن ذلك هيبة لله ومخافة منه، فلما انكشفت إذ الذين أمسكوا أطيب نفسا وأثلج صدورا وأخف ظهورا من الذين أسرعوا إليها وينزعون فيها وصارت أعمال أولئك حزازات على قلوبهم كلما ذكروها، وايم الله لو أن الناس يعرفون من الفتنة إذا أقبلت كما يعرفون منها إذا أدبرت لعقل فيها جيل من الناس كثير، والله ما بعثت فتنة قط إلا في شبهة وريبة، إذا شبت رأيت صاحب الدنيا لها يفرح ولها يحزن ولها يرضى ولها يسخط ووالله لئن تشبث بالدنيا وحدب عليها ليوشك أن تلفظه وتقضى منه.
- محمد بن أحمد بن الحسين قلت "الحسين" ويقولون "الحسن" وهو أبو علي بن الصواف
- إسحاق بن الحسن هو أبو يعقوب الحربي
- حسين بن محمد هو أبو أحمد حسين بن محمد بن بهرام المَرُّوْذِيُّ
- شيبان هو شيبان بن عبد الرحمن التميمي النحوي
الطبري في التفسير ط التربية والتراث (ج1/ص114) حدثنا بشر بن معاذ، قال: حدثنا يزيد، عن سعيد، عن قتادة، قوله: {الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه}، فإياكم ونقض هذا الميثاق، فإن الله قد كره نقضه وأوعد فيه، وقدم فيه في آي القرآن حجة وموعظة ونصيحة، وإنا لا نعلم الله جل ذكره أوعد في ذنب ما أوعد في نقض الميثاق فمن أعطى عهد الله وميثاقه من ثمرة قلبه فليف به لله.
إسناده صحيح
- يزيد هو يزيد بن زريع قال أحمد بن حنبل كل شيء رواه يزيد بن زريع عن سعيد -يعني ابن أبي عروبة- فلا تبالي سمعته من أحد سماعه من سعيد قديم (المعرفة والتاريخ للفسوي ت العمري ج2/ص140 والكامل لابن عدي ط العلمية ج4/ص446)
- سعيد هو ابن أبي عروبة
هذا والله أعلم