قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: تفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة، شرها فرقة تنتحل حبنا وتفارق أمرنا [وفي لفظ: ينتحلون حبنا أهل البيت ويخالفون أعمالنا، وفي لفظ: وأضلها فرقة وشرها الداعية إلينا أهل البيت وآية ذلك أنهم يشتمون أبا بكر وعمر].
حكم الأثر: لا يصح، وصح عن علي قال: يهلك فيّ رجلان محب غالي ومبغض (انظر تخريجه في هذه المقالة)
أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء ط السعادة (ج5/ص8) حدثنا سليمان بن أحمد، نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا إبراهيم بن الحسن التغلبي، نا عبد الله بن بكير، عن محمد بن سوقة، عن أبي الطفيل، عن علي، قال: تفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة، شرها فرقة تنتحل حبنا وتفارق أمرنا. قال أبو نعيم الأصبهاني رواه أبو نعيم -هو الفضل بن دكين الملائي الكوفي-، عن عبد الله بن بكير نحوه. ورواه ابن سلمة الحراني عن محمد بن عبد الله الفزاري -وعند ابن المحب الصامت ابن عبيد الله وهو العزرمي متروك-، عن محمد بن سوقة، نحوه.
إسناده منكر قلتُ عبد الله بن بكير هو الغنوي ليس بالقوي قاله الساجي وقد خولف كما سيأتي ولا نعرف سماعاً ولا رواية لمحمد بن سوقة عن أبي الطفيل واسمه عامر بن واثلة من غير هذه الطريق تفرد به عبد الله بن بكير الغنوي وقال ابن حبان في ترجمة محمد بن سوقة: وقد قيل إنَّه رأى أنساً وأبا الطفيل (الثقات لابن حبان ط المعارف العثمانية ج7/ص404)
وقد خولف عبد الله بن بكير
أخرجه حرب الكرماني في المسائل ت فايز (ج3/ص1180) من طريق سعيد بن منصور والآجري في الشريعة ط الوطن (ج5/ص2519) من طريق أبي موسى محمد بن المثنى الزمن وابن النجار في الذيل كما في تاريخ بغداد ط العلمية (ج13/ص105) من طريق محمد بن شجاع ثلاثتهم عن أبي معاوية الضرير، عن محمد بن سوقة، عن حبيب بن أبي ثابت قال: قال علي [ولفظ ابن المثنى وابن شجاع: عن علي]: تفترق هذه الأمة على بضع وسبعين فرقة، شرهم قوم ينتحلون حبنا أهل البيت [زاد محمد بن المثنى ومحمد بن شجاع: ويخالفون أعمالنا].
وقال الدارقطني ورواه نعيم بن يحيى السعيدي الكوفي ثقة له كتاب مصنف في القراءات وله عن مسعر نسخة عن محمد بن سوقة، قال: قال علي ولم يذكر بينهما أحداً (العلل للدارقطني ط طيبة ج4/ص188)
وهذا يدل أن رواية عبد الله بن بكير منكرة بإثبات "أبي الطفيل"
والصواب مرسل سواء برواية أبي معاوية أو نعيم بن يحيى
طريق آخر
ابن بطة في الإبانة الكبرى ط الراية (ج1/ص375) حدثنا أبو علي إسماعيل بن العباس الوراق، قال: حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني، قال: حدثنا شبابة، قال: حدثنا سوادة بن سلمة، أن عبد الله بن قيس، قال: اجتمع عند علي رضي الله عنه جاثليتو النصارى، ورأس الجالوت، فقال الرأس: أتجادلون؟ على كم افترقت اليهود؟ قال: على إحدى وسبعين فرقة، فقال علي عليه السلام: لتفترقن هذه الأمة على مثل ذلك، وأضلها فرقة وشرها الداعية إلينا أهل البيت وآية ذلك أنهم يشتمون أبا بكر وعمر رضي الله عنهما.
منكر جداً وسوادة بن سلمة مجهول
هذا والله أعلم