حديث المختلعات والمنتزعات هن المنافقات
هذا الحديث رواه قتادة السدوسي وحميد الطويل وحزم بن أبي حزم وأبو الأشهب جعفر بن حيان السعدي أربعتهم عن الحسن مرسلاً
ورواه يونس بن عبيد واختلف عنه
فرواه وهيب بن خالد الباهلي عن يونس عن الحسن عن أبي هريرة والحسن لم يسمع من أبي هريرة
وخالفه حماد بن سلمة فرواه عن يونس عن الحسن مرسلاً
ورواه وهيب بن خالد عن أيوب عن الحسن عن أبي هريرة
فإن قلت المرسل أم المتصل أرجح فأقول لا أعلم ولعله لا تعارض إذ أسند الحسن لهؤلاء وأرسل لهؤلاء
وله طرق أخرى كلها معلولة
والحديث لا يصح
الدارقطني في العلل ط طيبة (ج10/ص267) حدثنا القاسم بن إسماعيل والحسين بن يحيى بن عباس، قالا: حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني، حدثنا عفان، حدثنا وهيب، عن يونس بن عبيد، عن الحسن، عن أبي هريرة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: المختلعات والمنتزعات هن المنافقات.
قال الدارقطني ورواه حماد بن سلمة، عن قتادة وحميد ويونس، عن الحسن مرسلاً.
وكذلك رواه سعيد، عن قتادة، عن الحسن مرسلاً.
سعيد بن منصور في السنن ت الأعظمي (ج1/ص373) حدثنا حزم بن أبي حزم، قال: سمعت الحسن، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن المنتزعات والمختلعات هن المنافقات.
أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف ت الشثري (ج10/ص503) نا وكيع قال: نا أبو الأشهب عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن المختلعات والمنتزعات من المنافقات.
- أبو الأشهب هو جعفر بن حيان السعدي
أبو يعلى الموصلي في المسند ت السناري (ج8/ص433) حدثنا عباس بن الوليد النرسي، حدثنا وهيب، حدثنا أيوب، عن الحسن، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: المختلعات والمنتزعات هن المنافقات.
النسائي في السنن المجتبي ط الرسالة (ج6/ص317) ومن طريقه ابن حزم في المحلى بالآثار ط الفكر (ج9/ص513) أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا المخزومي وهو المغيرة بن سلمة قال: حدثنا وهيب، عن أيوب، عن الحسن عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: المنتزعات والمختلعات هن المنافقات قال الحسن: لم أسمعه من غير أبي هريرة. قال أبو عبد الرحمن -يعني النسائي-: الحسن لم يسمع من أبي هريرة شيئاً [وعند ابن حزم: قال الحسن: لم أسمعه من أبي هريرة].
وقال مغلطاي "وفي بعض نسخ النسائي: قال الحسن لم أسمعه من أبي هريرة"
قلت تفرد المغيرة بن سلمة عن وهيب بهذا الحرف أي في ذكر السماع وتفرد وهيب بهذا عن أيوب ويونس
قال بعضهم "إسناده صحيح وقد تعقب الحافظ ابن حجر قول النسائي هذا في فتح الباري فقال بعد أن ذكر الحديث وعزاه للنسائي وأحمد: في صحته نظر لأن الحسن عند الأكثر لم يسمع من أبي هريرة، ولكن وقع في رواية النسائي: قال الحسن: "لم أسمع من أبي هريرة غير هذا الحديث". وقد تأوله بعضهم على أنه أراد لم يسمع هذا إلا من حديث أبي هريرة، وهو تكلف، وما المانع أن يكون سمع هذا منه فقط، وصار يرسل عنه غير ذلك" انتهى
قلتُ: كلا والصواب مع النسائي ويقطع النزاع فيه ما قاله أيوب ويونس راويا الحديث عن الحسن، قال أحمد بن حنبل وابن سعد كلاهما عن عفان بن مسلم، قال: حدثنا وهيب، قال: قال أيوب: لم يسمع الحسن من أبي هريرة. انتهى وقال شعبة قلت ليونس بن عبيد الحسن سمع من أبي هريرة قال لا ولا رآه قط (العلل ومعرفة الرجال لأحمد رواية المروذي وغيره ت وصي الله عباس ص181 والطبقات الكبرى لابن سعد ط العلمية ج7/ص116 والمراسيل لابن أبي حاتم الرازي ط الرسالة ص35)
فيونس وأيوب عندما نقل عنهما وهيب هذا فقد كان الحسن ميتاً يعني قد سمعا الحديث وانتهى الأمر
الطبراني في المعجم الكبير ت حمدي (ج17/ص339) حدثنا علي بن عبد العزيز، ثنا عاصم بن علي، ثنا قيس بن الربيع، عن أشعث بن سوار، عن الحسن، عن ثابت بن يزيد، عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن المختلعات، والمنتزعات هن المنافقات.
هذا إسناد غلط فيه ضعفاء والصواب الأول يرويه الحسن عن أبي هريرة وقال عبد الرزاق في المصنف ط التأصيل الثانية (ج6/ص508) عن الثوري، عن الأشعث يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: المختلعات، والمنتزعات، هن المنافقات.
عبد الرزاق في المصنف ط التأصيل الثانية (ج6/ص507-508) عن معمر، قال: جاءت امرأة إلى الحسن، فقالت: يا أبا سعيد، لا والله ما خلق الله شيئا أبغض إلي من زوجي، وإنه ليخيل إليه أنه ما في الأرض أحب إلي منه، فهل تأمرني أن أختلع؟ فقال الحسن: كنا نتحدث أن المختلعات هن المنافقات، قال: فضربت رأسها بيدها، فقالت: إذن أصبر على بركة الله تعالى، فقال الحسن: يرحمها الله ما كنت أرى أن تفعل.
هذا منقطع معمر هو ابن راشد قال أبو حاتم الرازي لم يسمع معمر من الحسن شيئاً ولم يره، بينهما رجل ويقال أنه عمرو بن عبيد -هو أبو عثمان البصري متروك- (المراسيل لابن أبي حاتم الرازي ط الرسالة ص219)
سعيد بن منصور في السنن ت الأعظمي (ج1/ص373) حدثنا أبو قدامة، قال: نا علي بن الأحول، أن امرأة جاءت إلى الحسن، فقالت: يا أبا سعيد، إن زوجها صوام قوام، وإنها لم تحبه، أفتختلع منه؟ قال: لا، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: المنتزعات والمختلعات هن المنافقات قالت: أعد علي، فأعاد عليها الحديث، قالت: والله لأصبرن فلما انصرفت قال الحسن: ما كنت أرى بقيت امرأة تصبر نفسها على مكروه لما بلغها من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- أبو قدامة الحارث بن عبيد الإيادي البصري ضعيف الحفظ صدوق اللسان
الخطيب في المتفق والمفترق (ج1/ص373) أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن الصواف حدثنا أبو حنيفة محمد بن أبي ماهان الواسطي قال وجدت في كتاب جدي بخط يده حدثنا إسماعيل بن أبي زياد مولى الضحاك عن يونس بن عبيد وهشام عن الحسن عن عبد الله بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إن المختلعات هن المنافقات حرم الله ريح الجنة على امرأة سألت زوجها الطلاق.
هذا إسناد باطل
- أبو حنيفة محمد بن أبي ماهان الواسطي هو محمد بن حنيفة بن ماهان قال الدارقطني ليس بالقوي (سؤالات الحاكم للدارقطني ط المعارف ص151)
- إسماعيل بن أبي زياد مولى الضحاك وأظنه هو آفته وقد تقدم طريق يونس بن عبيد
وقال ليث بن أبي سليم -ضعيف-، عن أبي الخطاب عمر، عن أبي زرعة، عن أبي إدريس، عن ثوبان، قال: قال رسول الله: المختلعات هن المنافقات. قال الترمذي سألت محمداً -يعني الإمام البخاري- عن هذا الحديث فلم يعرفه فقلت له: أبو الخطاب من هو؟ قال: لعله الهجري، وأبو زرعة لعله يحيى بن أبي عمر السيباني، وقال: كنيته أبو زرعة
- ليث ضعيف
- عمر أبو الخطاب قال أبو حاتم الرازي شيخ مجهول وقال البزار وأبو الخطاب فليس بالمعروف (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ط المعارف العثمانية ج6/ص143 ومسند البزار ط العلوم والحكم ج10/ص97)
أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء ط السعادة (ج8/ص375-376) حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن عيسى الربعي، ثنا محمد بن هارون الحضرمي -هو أبو حامد البعراني-، وأخرجه الخطيب في تاريخ بغداد ت بشار (ج4/ص570) أخبرني الحسن بن محمد الخلال، قال: أخبرنا علي بن الحسن القاضي، قال: حدثنا محمد بن هارون بن عبد الله، يعني أبا حامد ثنا الحسين بن علي بن الأسود العجلي، ثنا فليح [وعند الخطيب: وكيع بدل فليح]، ثنا سفيان الثوري، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: المختلعات والمتبرجات هن المنافقات.
قال أبو نعيم الأصبهاني غريب من حديث الأعمش والثوري تفرد به وكيع. قلتُ يعني لا يصح وقال الدارقطني: ما حدث به غير أبي حامد
قلتُ الحسين بن علي العجلي هو الحسين بن علي بن الأسود ضعيف قال ابن عدي يسرق الحديث وقال أبو حاتم الرازي صدوق (الكامل لابن عدي ط العلمية ج3/ص245-247 والجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج 3/ص56)
قال ابن حجر في الإصابة في تمييز الصحابة ط العلمية (ج7/ص7) وأخرج -يعني ابن السكن- من طريق محمد بن بكار بن بلال، عن موسى بن علي بن رباح عن أبيه، عن أبي أذينة الصدفي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: خير نسائكم الودود الولود، المواتية المواسية إذا اتقين الله، وشر نسائكم المترجلات المختلعات من المنافقات، لا يدخل منهن الجنة إلا مثل الغراب الأعصم.
قلت هذا الأثر ليس من شرطنا إنما ذكرناه لننبه أن "المترجلات المختلعات" تصحيف أو غلط والصواب "المتبرجات المختالات هن المنافقات" أخرجه قوام السنة في الترغيب والترهيب ت شعبان (ج2/ص251) والطبري في المنتخب من ذيل المذيل ط الأعلمي (ج11/ص590) وأبو القاسم البغوي كما عند ابن القطان في إحكام النظر (ص216) والسيوطي في جمع الجوامع ط الأزهر (ج4/ص754) وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى ط العلمية (ج7/ص131) ووقع عنده المتخيلات بدل المختالات
هذا والله أعلم